الكاتبة: رضوى سامح عبد الرؤوف
أن إنطفاء شخصيتك وحياتك لن يأتي من فراغ، وأنت لست السبب بهذا الإنطفاء وللأسف الأشخاص الذين هم سبب إنطفائك؛ هم أقرب الناس بحياتك وأغلى الأشخاص بقلبك، وأصعب إحساس عندما تشعر بظلم وقهر من أقرب الأشخاص لك، وأن تشعر بالوحدة طوال الوقت؛ بسبب أنك لم تجد مَن يسمعك ويتحملك، وأن تواجه الرفض من كل الناس من حولك، وتضطر أيضًا أن تصمت ولا تتحدث بما تشعر به، أو بما يجول بقلبك؛ لأنك لن تجد مَن يسمعك، وإذا وجدت لن تتلاقى الدعم الذي تستحقهُ والذي تريدهُ، فقط رفض لك ولأفعالك، أسلوبك، وتفكيرك ويحاولون أن يجعلوك أن تصمت وتتراجع عن كل شيء تفعلهُ، حتى أقرب شخص لك يفعل ذلك، وربما تجد أكثر شخص تحبهُ يُحبطك ويجعلك المُخطئ دائمًا، حتى لو كنت على صواب سوف تكون المُخطئ؛ لأن مَن حولك يرونك المُخطئ الوحيد بالقصة، وأنت عليك أن تعترف بخطائك وتتراجع عن كل شيء تفعلهُ بإقتناع تام، من أجل حديث الناس لأنهم على حق وليس أنت، وعليك أن تصمت عن قول أي شيء مُخالف لآراء الأخرين؛ لأنهم لن يسمعونك وسوف يرونك المخطئ الوحيد بكل شيء، والمشكلة أنهم يعترضون كل شيء تفعلهُ إذا تحدثت يجعلونك تصمت؛ لأن حديثك ليس حسب ما يريدهُ، وإذا اخترت الصمت سوف يضعون تركيزهم عليك، ويسألونك عن سبب صمتك ويقولون عنك أنك شخص متوحد.
إذا أردت التحدث كما تريد سوف يرفضون حديثك ويتجاهلونك، من رغم أنك تتحدث بالحق؛ ولكنهم سوف يرفضون سماعك، وخاصةً إذا تحدثت بما تشعر بقلبك سوف يقولون عنك أنك تعطي للأمور حجم أكبر من حجمها الحقيقي، وأنك لست الشخص الوحيد الذي تشعر بهذه المشاعر أو الذي تملك مشاكل، وإذا تحدثت كما هم يريدون أن يسمعوا سوف تشعر بعدم الراحة بحديثك؛ لأنه ليس حديثك أنت الذي يخرج بكل صدق من قلبك وبكل منطق واقتناع من عقلك، وسوف تشعر أنك شخص آخر، أو أن أحد آخر يتحدث بلسانك وصوتك فقط وليس قلبك وعقلك، وإذا هربت سوف يضعون تركيزهم عليك حتى تظل معهم وتتحدث معهم؛ ولكن بما هم يريدون أيضًا وليس بما أنت تريد، ثم تأتي مرحلة الإنطفاء الذاتي الذي ترفضها النفس أولًا ولا تصدقها، ثم الناس الذين يعتقدون أن إنطفائك هو إنطوائك، توحد، إكتئاب وحينها سوف يبدأون بنصحك بأن تخرج من هذه الحالة التي أنت فيها، وهم السبب بها وسوف يطلبون منك التحدث، حتى تشعر بالتحسن ويقل الإكتئاب؛ وحين تقرر التحدث تتذكر السبب الذي جعلك بهذه الحالة وتتراجع عن التحدث؛ لأنك تعلم أن التحدث ليس به أي فائدة، سوف يحدث معك مثل ما اعتدت أن يحدث من قِبل الناس عندما تتحدث.
“الإنطفاء الذاتي ليس مرض نفسي، كما يعتقد الكثير، ولكنهُ عبارة عن ضغط وكتمان، والوحدة، الألم الداخلي وكل هذا مثل: الهيليوم البالون، الذي إذا قمت بإدخال الدبوس فيه سوف ينفجر البالون ويختفي الهيليوم؛ وهكذا نحن مثل البالون وإذا وجدنا مَن يسمعنا ويسمع ما نريد أن نتحدث به، ويدعم قراراتنا، ونحكي بكل شيء بقلوبنا، ونُخرج كل الهيليوم الذي بالبالون؛ سوف يهدأ كل شيء ويعود كما كان سابقًا بشكل تدريجي”.
عن المؤلف
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت