بقلم: خولة الأسدي
ظننتُ أني فقط من لاحظتُ ذلك، وعزوته لتأثري برحيلك، ولكن حدث أن أشار غيري للأمر، فتيقنتُ أنّه حقيقةٌ مُعاشةٌ في كلِّ مكانٍ، وليس بلدنا وحسب!
نعم، فالموت أصبح يُباغتُ الجميع دون مقدماتٍ، وبكثافةٍ دفعت تلك الصديقة لتشبيهه بموسم تساقط الأرواح!
ويا له من تشبيهٍ مُخيفٍ بدقته!
وكنتُ قد كتبت قبل هذا عن المشاعر التي تُسيطرُ على البشر في حينٍ واحدٍ، وأستطيع الآن أن أضيف تساؤل آخر إلى ذلك، وأنا أرى كيف أضحت الكوارث بأنواعها، تأتي جماعاتٍ لا فُرادى، فأضع سؤالي الذي لا يوجد له سوى جواب واحد: علامَ يدل هذا؟ وما السبب فيه، إذا لم يكن إقتراب النهاية الموعودة؟
وعلى صعيد المشاعر، تتالي المصائب جعل البشر مشغولين بأحوالهم، وأوجاعهم، بحدٍ لم يعد فيه أحدٌ يستطيع مواساة أحد، فكُلٌ لديه ما يكفيه ويفيضُ من الأحزان، وهكذا أصبحت كل وسائل التواصل ممقوتةٌ إلا من قلةٌ ما زالت تحتفظُ بمشاعرها، وشغفها الطبيعي، بعيدًا عن جراح الفقد بأنواعه.
وأصبح المرء يأخذ هاتفه محاولًا الهرب من ذكرياته وأحزانه، فإذا به يجد العالم يبكي الأحزان بالجملة، فيعود من هروبه بأحزانٍ مضاعفةٍ، وقنوطٍ من الحياة، وتساؤلٍ مُرعبٍ: من القادم؟ وما القادم؟
ويبدو كل شيءٍ تافهًا أمام رهبة الموت، فيستسخف حياته، وأهدافه، وكل همومه، ويتمنى لو يستطيع أن ينتظره بهدوءٍ فقط، ولكن الحياة لا تسير بهذا الشكل، ولا تسمح به، فما أشقانا بها، وما أتعس أرواحنا والقلوب!
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت