لروان مصطفى إسماعيل
من بطن الحوت خرج يُونس، ومن كَبد الوباء خرجتٌ، بعد الرخاء الذي حاوط أيامي وسُكناي، لاحت كل الأيام وبقيّ الشقاء، من قلب الظلام أنارت نفسي، صاعدةً، شامخةً، تصطرخ ألا تنهار مجددًا، بقيت لعمري أصارع في حرب بين نفسي ونفسي، إن انتصرت نفسي ف نفسي تبكي على خسراتها، وإن انهزمت نفسي ف لنفسي بواكي وضحكات تمتزج داخلي، صراعً لا أحد يراه او يتحمله، ابكي بعد الفلاح وابكي بعد الهزيمة، ف نصفي يصعد السماء ونصفي في هزيمة وخيمة، هيهات النصر على حربًا تقودها نفسي!
كم اشتقت ليومٍ تزهق فيه الأبصار، وتجف فيه البحار، وتضيق به الأرض، ونُحشرٌ إلى الآخرة في سلام، حينها ستنتهي الحرب، وتتوقف جروحي عن النزيف الغائر، ويتلاشى بثي إلى الأبد، ويصبح وجهي المُدمى رائق كامل الصفاء، اشتقت ليومٍ لا ريب فيه اموت وتتوقف حربي وحرب بني البشر، فيا ليت نفسي تعقد الهُدنة مع نفسي قبل النهاية الكبرى.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام