كتبت زينب حسين
بعد أن إنتهت الجلسة وكلا منهم تحدث عن حياته ومعتقداته وجاوب عن الأسئلة التي طُرحت له ، خرج هو من البيت بعد السلام وفي إنتظاره للجواب بعد يومين ،
وبعد أن ذهب دلفت الفتاة إلى والدتها حيث كانت تترقب والدتها حديثها على أحر من الجمر ، وقفت والدتها في حماس والبسمة تُزين ثغرها وهي تقول بتلهف وحماس.
_” ماذا فعلتي قولي لي يا خديجة”
نظرت خديجة إلى والدتها بيأس وقالت.
_” لم أشعر ببعض من الإرتياح نحوه يا أمي ف هناك مواصفات لا توجد به ، ليس هذا ما أريده يا أمي ، ليس هذا الزوج الصالح الذي أريده”
زفرت الوالدة بحنق وقالت .
_” كيف ستشعرين بكل هذا في جلسة واحدة يا إبنتي ، ف يجب أن تعاشري الشخص لكي تحددي ما إن كنتي تشعرين بالأمان معه أم لا “
تنهدت خديجة بضيق وقالت.
_” ولكن لقد تمت خطبتي من شخص ولم أشعر معه بشيء وها قد تركته ، ف لماذا أضع نفسي وأضعه هو أيضاً في موقف محرج كهذا وانا أعلم من البداية أني لا أريده ”
وأثناء وهي تتحدث جاء والدها من الخلف وقد فهم من حديثها أنها سوف ترفضه حيث قال وهو يقف في الخلف بهدوء .
_” أنظري يا حبيبَتي لن تجدي إنسان كامل في هذه الحياة وإذا نظرتي إلى نفسك سوف تجدين أنك أيضاً لستي بمثاليه لكي تجد الزوج المثالي وايضاً إذا نظرتي إليّ أنا و والدتك سوف تجدي أننا لسنا بمثاليين يا ابنتي العزيزة ، وإذا نظرتي إلى الأمان او الحب فلن تشعري به من جلسة أو جلستين ، لقد بدأت قصة حبي انا و والدتك من بعد زواجنا ، من بعد زواجنا ولقد رأيت أنها الزوجة الصالحة لي لكونها تخفي أسراري ولكونها تساندني في محنتي ولكونها تقبلتني بعيوبي ولكونها تراني مثالي وصالح رغم العيوب التي تملأني ولكونها سعت لتُغيرني للأفضل وبالفعل فعلت وغيرتني ، لذا أريد أن اقول لكِ بأن ليست كل الأحلام تتحقق وليست كل الخيالات التي ترسمها عقولنا تحدث في الواقع ، إن تركتي كل شيء لله سوف ترين أنك تحظين بأكثر وأعظم من ما تأملين ، والآن سوف أتركك تُفكرين ايضاً في هذا الموضوع لكي لا تتخذي قراراً عاجلاً مثل ما أخذتي من قبل يا عزيزتي “
إبتسمت له خديجة بتوتر وتشتت حيث تركت والديها وإتجهت إلى غرفتها لتفكر ماذا تفعل وتفكر أيضاً في حديث والديّها ..
في صباح اليوم التالي إستيقظت من نومها حيث إستعجلت في إرتداء ملابسها لكي لا تتأخر على عملها كونها تعمل في مؤسسة تابعة لأصحاب الإحتياجات الخاصة..
وأثناء وهي تتابع عملها دلفت إليها صديقتها وهي تبتسم لها وتقول .
_” لم تُخبريني ماذا فعلت الأمس مع العريس الجديد”
نظرت لها خديجة بضيق وحزن وأردفت.
_” لا أعلم يا عائشة أظن انني سوف أرفض هذا العريس أيضاً ”
وضعت عائشة كفها على جبهتها علامة على الاستسلام وأردفت بقلة حيلة.
_” ولماذا ، ما السبب هذه المرة يا خديجة ”
نظرت لها بتوتر كونها تخاف من ردة فعلها وأردفت.
_” أشعر ان مستواه المعيشي أعلى مني بكثير وبأنه ينعم بهدوء تام لم أرى على ملامح وجهه التوتر من كثرة أسالتي له وكل سؤال أسأله له يعطيني الجواب الذي لم أتوقعه ولكن في نفس الوقت يعجبني جوابه “
نظرت لها عائشة بتعجب وقالت .
_” أين سبب الرفض في ذالك يا خديجة لم افهم ، أنت لا يعجبك من يتوتر من كثرة أجوبتك ولا يعجبك أيضاً من ينعم بثقة وشخصية ، إذا ماذا تُريدين ”
“اخاف ان يكون يتصنع شخصيته هذه ومن ثم اقع في فخه وكذالك لم أرى فيه الزوج الصالح أشعر بأنه لا يملك من معلومات الدين ما يكفي لكي يكون زوج صالح وأيضاً لم يحفظ كتاب الله بعد “
هتفت بها خديجة بتشتت من أفكارها وكونها تجد أي سبب لكي ترفضه ، من ما جلست صديقتها عائشة وجعلتها تجلس امامها وقالت بهدوء.
” خديجة أنظري ، نعم أنتي خاتمة لكتاب الله ولكن هذا لا يعني بأننا متدين التدين الذي يرضي الله عنا ولكننا نجاهد جميعنا نجاهد ، لا تضعي في رأسك الأفكار السلبية وحسب لماذا لا تفكرين في الإجاب كونك مثلاً سوف تأخذين بيده إلى الجنّة وهو أيضاً ياخذك من يديك ، أعطي فرصة لكي ولنفسك ولا تتسرعي ، والديّك لن يظلو معك طيلة الحياة يجب أن يصبح معك شريك حياة يصبح لديك سنداً وعكازاً ، لا تدمري حياتك بنفسك هذا سُنة الحياة ، يجب أن تجدي فيها صعاب ولكن الشاطر هو من يتحدى ويواجه هذه الصعاب يا صديقتي ، إعتبري أن هذه أخر فرصة لكي حاولي أن تستغليها صح ”
نظرت لها بقلة حيلة ثم أضافت.
_” ولكن هو لم يحدثني هكذا لم يقول لي أن نأخذ بأيد بعض إلى الجنة وهكذا ”
نظرت لها عائشة بحنق وقالت .
_” وهل سوف تقنعيني انك تركتي له المجال لكي يتحدث ف بالتأكيد أغرقتيه بكثرة أسألتك ولم تعطي له الفرصة لكي تسمعيه أو تنصتي له ، وكذالك ليس مجبراً على أن يحدثك بكل ما يجول في خاطره بجلسة واحدة ”
صمتت خديجة تفكر في حديث عائشة من ما سألتها عائشة مردفه.
_” ولكن أنتي لم تقولي ليه إسمه أو من يكون هو”
همت خديجة بالرد عليها وقالت.
_” اسمه أنس ”
إبتسمت عائشة مردفه.
_” كم اسمه جميل هذا الشاب ”
قبل أن تهم خديجة بالرد عليها دق باب المكتب من قبل مشرفة معهم ثم فتحت الباب وقالت توجه الحديث لعائشة.
_” الأستاذ الذي يأتي بالتبرع للمؤسسة يريدك يا استاذة خديجة”
إبتسمت عائشة وكذالك خديجة حيث قالت عائشة ببسمة تزين ملامح وجهها.
_” هذه أول مرة سوف نراه هذا الشخص المجهول الذي يأتي كل عام يتبرع يجزء كبير من ماله ”
نظرة لها خديجة بقلة حيلة وقالت.
_” كنت أود كثيراً ولكن هناك عمل علي أن أنهيه ، ف إذهبي أنتي يا عائشة “
أومأت لها عائشة ثم تركتها وذهبت إليه ومعها مشرفة التي أتت لهم..
حيث كان ينتظرهم في المكتب بحلته الرمادية الذي يرتديها وجسده الطويل و وسامته حيث خالف توقعات عائشة التي كانت تظن أنه رجل كبير ، من ما مالت عليها المشرفة وهي تقول مغازله له.
_” هل ترين أنه فائق الجمال ،يظهر عليه الوقار والشخصية القوية ،اني أحسد من سوف تكون من رزقه ونصيبه”
نظرة لها عائشة بحنق وقالت.
_” كفي عن ما تقولين يا سمر ف هذا خطأ”
ثم تركتها وتقدمت نحوه بتهذيب لكي تشكره
وأثناء وخديجة تعمل تذكرت شيء ما تأخذه من عائشة ف خرجت تذهب إليها ظناً لها بأنها قد إنتهت الحديث مع الشخص المجهول وأثناء دخولها المتكب قررت أن تنظر من النافذة هل مشغولة أم لا وفور أن نظرت حلت الدهشة والصدمة معالم وجهها فور أن رأت الشخص المجهول وبعد مدة من الوقت وهي في حالة من الذهول ركضت مسرعه إلى مكتبها وقلبها يعلو ويهبط ..
لملمت أشيائها وخرجت من المكتب مسرعه نحو بيتها ، وفور أن وصلت للبيت دلفت غرفتها وظلت تفكر وتكفر مليّاً في كل شيء حولها ونحو موضوعها..
وبعد مرور خمسة أيام بدون رد منها دلف إليها والدها يجلس معها ويتحدث معها لأخر مرة في هذا الموضوع.
_” هذه أخر مرة سوف أسألك فيها عن هذا الموضوع يا خديجة ، هل توافقين عليه ام لا “
نظرت له بتوتر وحل الصمت في أرجاء الغرفة وبعد مدة من الصمت حسمت أمرها وأردفت.
_” هل تسمح لي يا أبي بالجلوس معه مرة أخرى ”
نظر لها والدها مطولاً وإبتسم وقال .
_” ليس هناك مانع سوف أقول له يا إبنتي ”
وقد وافق الشاب بأن يأتي مرة اخرى وبعد صلاة العشاء أتى الشاب وخرجت له خديجة هي على إستحياء من ما إبتسم على إستحيائها بخفة وفور أن جلست بادر هو بالسؤال قائلاً.
_” كيف حالك اليوم”
نظرت له بخجل وقالت .
_” بخير والحمدلله”
_” لم تسأليني على حالي أيضاً”
قالها ببراءة مصطنعة ولم تعقب هي على حديثه ثم بارد بسؤال أخر .
_” حسناً لم أمزح ، ولكن قولي لي لماذا لم تأتي أنتي في المؤسسة قد أتت صديقتك بدلاً عنك، هل لأنك قد عرفتي من أكون؟”
حينها نظرت له لكي توضح موقفها وقالت مبرره.
” لا لم أكن أعرفك أنا فقط كان لدي عمل وكان علي إنهائه”
أومأ لها برأسه مبتسماً بخفة من ما قال أيضاً.
_” لماذا طلبتي أن أتي مرة أخرى”
نظرت له بخجل وقالت.
_” لا أعرف ولكن بعد أن صليت صلاة إستخارة شعرت بأني أريد الجلوس معك مرة أخرى ”
نظر لها بهدوء وقال بصوت رخيم.
_” وإن طلبتي مني أن أتي إليكي كل يوم سوف أتي وسوف انتظر ردك الذي سوف يريح قلبي ، وأنا جاهز لسماع جميع أسألتك أيضاً”
_” وإن رفضتك ؟
هتفت بها بتوتر لكي ترى رده من ما إبتسم هو وقال.
_” سوف أتي إليكي مرة أخرى ، ف أنا لا أريد سواكي يا خديجة ، لقد رأيتك في المؤسسة رأيتك عدة مرات وكل مرة أراكي فيها يحدث شيء في قلبي ، شيء لم أفهمه ولم أستطع أن احلله ، ولكن حسمت الأمر وجئت إليكي لكي ترشديني إلى الطريق الصحيح لأني وجدت فيكي النور الذي سوف يضيء عتمتي يا خديجة”
هنا شعرت بأن قلبها سوف يخرج من مكانه وهذه أول مرة تشعر فيها بهذا الشعور الذي يوشك أن يفتك بها ، حيث إستجمعت بعض من قواها وقالت.
_” لماذا أنا”
رد عليها وهو يرفع يديه بإستسلام.
_” القلب وما يهوى ليس بإرادتي”
أومأت له ثم دلفت إلى والديّها وتركته في الصاله حيث تعجب منها والدها وقال.
_” ما بكِ يا خديجة هل قال شيء يحزنك ؟
نفت له برأسها من ما قال أيضاً.
_” حسناً لماذا تركته بمفرده ”
نظرت إلى والدتها وثم والدها وقالت.
_” لم اخفي عليكم ولكن لقد شعرت بالخجل جداً وهناك شعور دلف قلبي لا اعرف أن احدده يا أبي ، هل بهذه السرعة ؟
إبتسمت لها والدتها ومن ثم عانقتها وقالت.
_” توكلي على الله يا ابنتي ف انا اوقن أن هذا الشاب سوف يصبح عوضك الجميل في هذه الحياة”
إبتسمت لها خديجة ثم إرتمت تعانقها حيث قبلها والدها على رأسها وخرج يقول موافقتها إلى الشاب من ما فهم هو من نظراتها.. بعدها مسكتها والدتها من يديها وخرجت إليه مرة أخرى والبسمة لا تنفك عن ملامح وجهه الهادئة..
جلست خديجة بالقرب منه ولكن ليس بكثير من ما قال لها بصوت هادئ و رخيم.
_” مرحباً بكِ في حيات أنس يا خديجة..
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات