كتبت: هاجر حسن
يحكي أنه في قديم الزمان، كانت هناك غابةٌ خلابة في قارة آسيا تدعى “حيفا”، محاطةً بسحر الطبيعة وجمالها الأخاذ. الأزهار تتفتح بألوانٍ زاهية، وتزيدها جناحات الفراشات اللماعة رونقًا خاصًا.
عاشت في هذه الغابة أرانب أليفة، تنبض قلوبها بالدفء والحب. كانوا متعاونين وسعداء، يسبحون الله ليلًا ونهارًا على نعمه. غابة حيفا الملقبة باسم “غابة الخيرات” كانت تعرف بكرم سكانها الأرانب الذين يساعدون الغابات الفقيرة حولهم بإرسال الطعام والغذاء لهم.
كانت الغابة مشهورةً برائحة الزيتون التي تفوح من أشجار الزيتون الناصعة الخضراء، وتميزها رائحة المسك الذي ينبعث من أشجارها الخلابة. كان تحتضن صخرة مقدسة أضفت عليها قدسية خاصة.
وفي يوم من الأيام، فُجعت الأرانب برؤية ضباع تركض نحو باب الغابة جائعة وعطشى، تلهث طلبًا للنجاة. سألت الأرانب بقلق: “ما خطبكم؟” فأجابت الضباع بخبث: “لقد هربنا من الموت الذي كاد أن يوشك بنا، بعد أن هاجمنا الأسود والنمور، وأصروا على قتلنا.”
تساءلت الأرانب: “لماذا يريدون قتلكم؟” فأجابت الضباع بمكرٍ وكذبٍ ينبعث من أعينهم: “لقد كانوا يريدوننا كغذاء لهم. من فضلكم، أرجوكم استضيفونا لديكم فليس لنا مكان آخر ولا موطن.”
تحاورت الأرانب فيما بينها، وبقلب حاكم الأرانب المعروف بعطفه وعدله، قال للضباع: “لقد وافقنا على استضافتكم في أرضنا، مرحبًا بكم في غابتنا حيفا “غابة الخيرات”. نرجو تعاونكم معنا وأن نعيش بسلام.”
فرحت الضباع ونظرت بمكر للحاكم وقالت: “نشكركم كثيرًا ونعاهدكم أن نعاونكم على فعل الخير والسلام.”
لم يكن لدى الأرانب أدنى فكرة عن الخطر الذي يحدق بهم. وأعطت الضباع بيوتًا وطعامًا. لكن الضباع الناكرة للجميل والخادعة قالت: “إن هذه الغابة خلابة وجميلة ومقدسة، نحن أحق بالعيش بها من هؤلاء الأرانب الضعيفة الغبية.”
بدأت تضع خططًا لطرد الأرانب وقتلها والسيطرة على الغابة.
. وفي إحدى الليالي المظلمة، ذهب الضباع متخفين إلى بيوت الأرانب وقاموا بالهجوم عليها وسفك دماءها وافتراسها وقتل الأرانب الصغيرة، واندلعت النيران في بيوت الأرانب، وتصاعدت ألسنة اللهب. وحاولت الضباع الهيمنة والسيطرة على الغابة.
ثم جاء الصباح ينشر أشعة الشمس الحزينة على أكثر الأيام حزنًا في الغابة.
صُدم الأرانب وتفهموا خطة الضباع الشريرة ومكرهم، وقال حاكم الأرانب: “يجب علينا التعاون من جديد لأخذ حقنا واسترداد بيوتنا، وطرد هؤلاء الضباع المفترسة الخادعة من أرضنا حيفا بل من كل الغابات.” قال أحد الأرانب: “يجب علينا أن نستعين بأخواتنا من الغابات المجاورة، فنحن دائمًا كنا في مساعدتهم ودعهم، ولن يتركونا.”
نشبت ملحمة الحرب بين الضباع والأرانب وقُتل العديد منهم. أرسلت الأرانب خطابًا إلي الغابات المجاورة لمساعدتهم، لكن الأرانب تفاجأت بخذلان مؤلم من إخوانهم.
اعتمدت الأرانب على نفسها وأخذت بعمل خطط لمواجهة الضباع الشرسة وطردهم من غابتهم.
استمرت المعركة بين الأرانب والضباع ليالي وأيام كثيرة، قُتل منها العديد من الأبرياء من الأرانب.
وفي أحد الليالي استطاعت الأرانب بخطة محكمة وذكية حرق البيوت التي احتلتها الضباع وهم نائمون ليلًا. فركض الضباع هربًا وخوفًا، وطاردتهم الأرانب إلى أن أخرجتهم من سور الغابة وأغلقت بوابة الغابة الكبيرة.
استطاعت الأرانب الأليفة هزيمة الضباع الماكرة القبيحة، وبدءوا ببناء بيوتهم من جديد وتنظيفها من أثر الضباع. عاش الأرانب يرعون غابتهم حيفا من جديد، وتعلموا ألا يستضيفوا أي حيوان غريب في غابتهم دون التحقق من نواياه. تعلموا أيضًا أن الوحدة والتعاون هما السبيل للدفاع عن أرضهم وحقوقهم. وما زالت الأرانب تروي هذه القصة للأجيال لتذكيرهم بأهمية الوحدة والعدالة.
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات