لا تزد الجرح عُمقًا

Img 20240618 Wa0255

 

كتبت: رشا بخيت

 

عندما تجد رفيقًا لك لم يَعُدْ كما تعوّدت عليه، فاحذرْ أن تزيد ثُقل همومه بِاستنكارك وتساؤلاتك، بمَ؟ وكيف؟

بين ذاك السؤال وتلك الإجابة حُفرت معالمٌ لم تكن، وابتسامة بهجة لم تَعُد، بين رفيقٍ تغير، وحالٍ تبدّل، نوبات حزنٍ، وتقلبات دهر جعلته يسلك لقلبه دربًا لم يخترْه، ويعيش بين براثين ظُلمٍ لا يَرضاه، كُن خفيفًا، ولا تزِدْ الجرح عمقًا، اتركْه وشأنه، أو قُلْ ما يهدأ به ضَجيج قلبه، إنَّ للقلب سِعة، وللرّوح طاقةٌ، عثرة تلو الأخرى يُهلك المرء، فيسقط مُتهالِكًا، فاقد الشّغف، ويغدو حُلمه ليل هادئ، وقلب ساكِن؛ لتسكن آلامه، وتُرَمّم ندوبه، ذلك المرء ليس بائعًا للوِد، ولم يكن خائِنًا للعهد، هو فَحسب يحتاج لِهُدنةٍ، يسترجعُ فيها عافية قلبه، وتَجف الدموع من مُقل عينه، لا بأس باللامُبالاة إن كان في الحشد خُذلانك، غادرْ إن كان بقاؤك مُرهِقًا، اهجرْ ما يُؤذِيك ولا تَعتذرْ، وإلقِ وراء ظهرك كل ما يسلب منك سعادتك، ولا تلتفت، الحياة دائرةٌ، فمَن يُبهجك اليوم شروقه، غدًا لا يُشغلك غروبه، روحك فَحسب من تستحق أن تخوض غِمار الحروب لأجلها.

عن المؤلف