مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

مراسيل

Img 20240207 Wa0113

كتبت: نور إبراهيم

عزيزي “سين” أتذكر أني قلتُ أنه بأخر مرسال و لم ترَ نشيج حروفي ثانيةً، ولكن يعتريني الكثيرُ من المشاعرِ المختلطةِ و المتوجسةِ بين ثنايا فؤادي لا أستطيع الاحتفاظ بيها في حوزتي فلا أعلمُ ماهيةَ مشاعري هذي الليلة لكن كل الذي أعلمهُ أنني لم أَثب يومًا لتخطي ذكراكَ التي وُشِمَت داخلُ خافقي بوشمٍ أبدي، رُبَّ الدموع منذُ يوم فراقنا لم تجد سبيلاً للتدفقِ سوى داخل أعيني؛ فاليومُ بكيتُ كثيرًا و تحدثتُ عنكَ بفؤادٍ مليئ بالجروحِ و المفعمُ بالأحزانِ، فدومًا ما كان يأخذني الهذيان بكَ إلى وطن بعيد، دومًا ما أحادث الغيم عنكَ علها تنقل مرسالي إليكَ، فربما بكيتُ كثيرًا لإدراك أن رصيدي بالحبِ كلهُ نفَذَ معكَ أو بكيتُ لاشتياقي المُولِع الذي لا أستطيعُ أن أطفئ نيرانه لربما بكيتُ كثيرًا لأن ” سهام كيوبيد ” ألمتني فقط حتى نزفتُ منها وجعًا و تمخضتُ له أنينًا حينها فقدتُ شَهيتي لأيامٍ و فقدتُ حياتي لشهورٍ و بعدها فقدتُ كل الشعور و مع ذلكَ ما زالَ يفوحُ عبيركَ المداعب -مِثلما الندى يزيلُ عني السقمَ -، مازلتُ أندسُ خفيةً من مشاعري عند رؤية طيفك ولكن كفى ذلكَ فياللعنة لقد كنتُ هينةً عند الذي ظننتُ أنني لا أهونُ عليه، فما لي أرى أدمعي وأنا أعلمُ أنكَّ لن تديرَ لي وجهك ولا المِرسال سَيُبعثُ بإسمي مرةً أخرى، فقد بعثرنا الشتات و أصبحتُ من بعدك أقدس الصمت و السُبات فكم عانيتُ ليلاً و بكيتُ على رحيلكَ سيلاً لكني سأظل في موضِعي أهتدي بطيف حبكَ الذي أصبح رفات، سأبتسمُ خفيةً على ذكرتكَ و أتحدثُ إليكَ بعينٍ مغروقةً بدموعٍ كثيرةٍ و سأضحكُ فرحًا لا أقصد بل توجعًا على الذي أحببتهُ أنهارُ شوق وأتى بكلِ ما لديه القوة لكي يتركُ يدي وحدهَا و تنفصلُ تشابك أصابعنا فيتخلى معلنًا النهاية فأين كنا نحنُ و أين أصبحَ المستقر الآن .. لا أعلمُ، قد بقي فاهي يملئه حبك علكَ يومًا تفهمُ لغةَ الأرواح و تعودَ حيثٌ كان مستقرَ أرواحنا .