كتبت: زينب إبراهيم
الفتاة: هل لي أن أجلس هنا.
رفيقتها: تفضلي أنه ليس مكاني، حتى أأذن لكِ.
الفتاة: مكان من إذًا؟
رفيقتها: إنني لا أملك في تلك الحياة شيئًا؛ لذلك قلت لكِ أنه ليس مقري.
الفتاة: هل ستغادريها لتقولي ذلك؟
رفيقتها: بالتأكيد؛ لأننا ضيوف على متن سفينة الحياة، فإن استقلتيها ذات يوم ستهبطين.
الفتاة: هل كسر خاطرك وتحطم فؤادك من قبل؟
رفيقتها: كلاً منا تعرض لتلك المواقف، لكن هذا قلبك أنتِ من تستطيعين أن تجعلي كلمة تأثر به وفعلاً يجرحه.
الفتاة: في الآونة الأخيرة أصبح فؤادي هش للغاية أقل شيء يأثر به.
رفيقتها: كما تدين تدان هذا ما أود أن أجيبك به لعلكِ تفهمين.
الفتاة: هل جبر الخاطر يترك أثرًا في الآخرين وإن رحلنا؟
رفيقتها: بالطبع، فإن حدث بينكِ وبين أي شخصًا أي موقف؛ سترين أنه يتذكره وإن رحلتي.
الفتاة: يا ليت الجميع يعلم أن الكلمة الطيبة لن تكلفه شيء، بل ستزيد في ميزان حسناته؛ إنما هي أجمل بكثير مما يتفوه به ويحطمون قلوب الآخرين.
رفيقتها: عليكِ أن تتعلمين كيفية تقوية فؤادك تجعلينه محصنًا تجاه الكلمات التي يتلقاها.
الفتاة: هذا شاق مثلما الحياة أيضًا كذلك.
رفيقتها: لا يهم إن كانت الحياة شاقة أم لا، المهم أن تعلمين حقيقتها وإنها فانية لن تبقى لأحد.
الفتاة: محقة فيما قلتيه وكل شخص سيتذوق من نفس الكأس ذات يوم.
رفيقتها: الحياة عادلة؛ لأن ربكِ لا يرضى بالظلم لعباده، فالدنيا دوارة عليكِ فقط الانتظار؛ حتى يحين دورهم.
الفتاة: هل علي أن أمقت من يحطم خاطري وفؤادي؟
رفيقتها: لا، بل عليكِ أن تتسامحين كما علمتكِ والدتك من قبل؛ لأنه لن يجدي نفعًا المقت تجاه الآخرين، فكوني هينة لينة في تلك الفترة التي نحياها على متن السفينة إلى أن تصلين إلى وجهتكِ.
الفتاة: بالتأكيد سأفعل ذلك سلمتِ.
رفيقتها: سلم فؤادكِ من كل أذى وشر.
المزيد
اصمدي يا نفسي واستمري – الكاتبة سها مراد
حين يصمت الزحام – الكاتب هاني الميهى
زحام الأرواح – الكاتبة زهراء حافظ رحيمه