مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

تلاشي الود.

كتبت: منار العبسي.

 

أسمع الكثير عن العلاقات والصداقات الحميمة التي سرعان ماتنتهي…

ولكن ما الذي يكمن خلف هذا الإهمال، والفراق!؟

من وجهة نظري الدوافع الرئيسية لحدوث حالات كهذه هو المبالغة، التّصنع، المصلحة، الغرور…

فمعظم العلاقات بناءها هش، زائف قائم على مصلحة، فيحدث مبالغة وتصنع بالعلاقة وقوتها، وتبادل الأسرار، واللقاءات، والتّواصل، وحالات الاستوري، وتؤدي للعب بأعراض الآخرين أحيانًا وعلى هذا المبدأ.

فكل هذا زائف، لكل الأطراف مصلحة شخصية، الغرور مشع، لذلك نلاحظ أنّ دائمًا مايحدث شجار بسبب عدم تقبل الأخرى لوجه نظرها، أي بمعنى بالعامي من المستحيل أن تفرض كلمتها عليّ ويرفض كلامي أنا.

أما بالنسبة للصداقة الحقيقية موطنها في الأوفياء، لا يبالغوا، لا يكثروا اللقاءات والتواصل، لا يكثروا من الحديث عن صداقتهم والتصنع والغرور

لأنهم وحدهم من يعرفوا قيمة الصداقة الحقيقية، واستقامتها مدى الدهر، كذلك وحدهم من يكملون حياة أصدقائهم للأخير دون الشعور بالضيق والكدر منهم

لذلك نجد في صداقتهم لا يهم مبادلة الأسرار الأهم بعيدة عن الكذب، لا يهم المبالغة في وصف صداقتهم الأهم مصونة في غيابهم، لايهم كثرة اللقاءات والتواصل الأهم وقت العسر، والشدة هم في المقدمة.

كلاهم مرجع للآخر، قدوة، عضد، سند، في النصح والمبادرة والتوجيه وإبعادهم عن الخطأ.

الأوفياء هم من ارتقت بهم الصداقة المثالية أبد الدهر دون غيبة أو فراق أو تشييع ذكريات لمثواها الأخير!