مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

الجزء الثاني من روايه أميرة الصمت الحزين بقلم إيمان يوسف أحمد 

الجزء الثاني من روايه أميرة الصمت الحزين بقلم إيمان يوسف أحمد

 

الصفحة 11

ليان بدأت تلاحظ خوف أبيها يتزايد.

كلما نظر في عينيها، رأى انعكاسًا لدم آدم.

كانت تتعمد الصمت، لكنه صار صمتًا يهدد لا يستسلم.

في الليل كتبت:

“صمتي لم يعد ضعفًا… إنه فخ ينتظر سقوطك.”

والأب لأول مرة شعر أن الصمت يطعن قلبه.

(11)

 

 


 

الصفحة 12

سلمى حاولت إقناعها بالهروب مرة أخرى.

لكن ليان رفضت وقالت: “أنا لا أهرب هذه المرة… أنا من سيطرد الوحش من عرشه.”

كان في صوتها نبرة جديدة، نبرة امرأة مستعدة للحرب.

سلمى ابتسمت رغم خوفها.

عرفت أن صديقتها لم تعد ليان القديمة.

(12)

 

 


 

الصفحة 13

الأب دعا رجالًا غرباء إلى البيت.

سمعت حديثًا بينهم عن صفقات سوداء.

أدركت أن لديه أعداء آخرين، أقوى منه.

كتبت في دفترها الأسود:

“وحوش تأكل وحوش… سأدفعه نحو فمهم بيدي.”

كانت تبتسم وهي تخط الكلمات، كأنها ترسم نهايته.

(13)

 

 


 

الصفحة 14

ليان تسللت إلى مكتبه ليلًا.

وجدت مستندات عن جرائمه، وأرقام حسابات.

أخذت صورًا سرية، وخبأتها مع سلمى.

كتبت بجوار الصور:

“حين تحين الساعة… سأجعل الدنيا كلها ترى وجهك الحقيقي.”

كان قلبها يخفق، لكنه لم يعد يخفق خوفًا.

بل يخفق انتظارًا للانفجار.

(14)

 

 


 

الصفحة 15

في أحد الأيام، واجهته ببرود.

قالت: “تعرف، يا أبي… حتى الوحوش تموت.”

تفاجأ من نبرتها، وضربها بعنف.

لكنها لم تصرخ، بل ابتسمت وعينيها دامعتان.

قالت: “كل ضربة لك… توقّع أنها ستعود إليك مضاعفة.”

تجمد مكانه للحظة، كأنه رأى شبحًا.

(15)

 

 


 

الصفحة 16

في الليل حلمت بآدم مرة أخرى.

كان ينظر إليها بحزن، كأنه يحذرها.

قال لها: “الانتقام يحرق صاحبه أيضًا.”

استيقظت وهي تبكي، ممزقة بين الحب والانتقام.

لكنها قالت لنفسها: “سامحني يا آدم… لم يعد لدي حياة لأحافظ عليها.”

(16)

 

 


 

الصفحة 17

كمال – الرجل الغامض – جاءها بمعلومات.

أخبرها عن شبكة أبيها المظلمة.

قال: “سليم ليس مجرد أب ظالم… إنه ثعبان يلدغ كل من يقترب.”

ليان ابتسمت ببرود: “إذن… سأكون النار التي تحرق جلده.”

كمال نظر إليها بدهشة، ورأى في عينيها قوة لم يتوقعها.

(17)

 

 


 

الصفحة 18

الأب شعر أن شيئًا يتغير في البيت.

بدأ يشك في ابنته، لكنه لم يملك دليلًا.

قال لها في إحدى الليالي: “أشعر أنكِ تخفين شيئًا.”

فأجابته بابتسامة غامضة: “أخفي فقط ما سيقتلك.”

شعر بقشعريرة تسري في جسده.

كأنها لم تعد ابنته… بل لعنة تطارده.

(18)

 

 


 

الصفحة 19

ليان كتبت في دفترها:

“كلما نظر في عينيّ، يرى موتًا لم يأتِ بعد… لكنه قادم.”

كانت الكلمات تشبه دموعًا تتحول إلى خناجر.

وفي تلك الليلة، اتخذت القرار.

لن تنتظر أكثر، لن تصمت أكثر.

ستفضح أبيها أمام الجميع، حتى لو كان الثمن دمها.

(19)

 

 


 

الصفحة 20

أرسلت نسخة من المستندات لخصوم أبيها.

خطوة خطيرة، لكنها شعرت أن قلبها صار حجرًا.

قالت لنفسها: “ليتني أرى وجهه حين يسقط عرشه.”

كانت ابتسامتها مليئة بالدموع، مزيج من الفرح والحزن.

آدم رحل، لكن صوته ما زال يهمس لها: “كوني قوية.”

وأجابت همسًا: “سأكون أقوى من الموت نفسه.”

(20)