أنا والمذياع بقلم زهراء حافظ رحيمه
بعد أن غادرتَ قلبي،
وغادرتَ كل ما يسري في عروقي،
ظلّ المكان الذي جمعنا غارقًا في صمتٍ بارد،
وأنا أمحو أثرك في كل نبضة،
كأنّي أُطفئ الحنين بأنفاسي
جلستُ في ذلك الباص المزدحم بالغرباء،
أتظاهر بالنسيان،
حتى تسلّل صوت أم كلثوم من مذياعٍ قديم:
“بعيد عنك حياتي عذاب….”
فارتسمت ملامحك على نافذتي،
وعادت كل الذكريات تركض نحوي.
بدأتُ أراك في وجوه المارّين،
وفي أركان المدينة التي احتضنتنا يومًا
يا لهذا الصوت، كم يعرف مواجعنا!
كأنها تغنّي عني،
عن امرأةٍ ما زالت تراك في كل أغنية،
وتبحث عنك في ملامح العابرين.
وعند أول نقطة توقّف فيها الباص،
نهضتُ مسرعة، أركض باكية،
كأنّي أهرب من قلبي، من ظلي، ومنك.
لكنّ القدر، كعادته، يحبّ أن يعبث بالوجع؛
ارتطمتُ بشخصٍ غريب،
فتوقّف الزمن لبرهة،
كانت رائحته كأنها أنت،
ونظراته تشبه ارتباكي،
وصمته قال لي كلّ ما لم تقله يومًا.
وقفتُ مذهولة، لا أدري…
أهو الغريب الذي عبر صدفة؟
أم صدى حضورك الذي يأبى الرحيل؟
المزيد
عندما نزلت دموعي فقدت ثقتي بك – الكاتبة إيمان يوسف أحمد
السَّنَد – الكاتبة شهد عماد
لم يبقى ف الدرب غير خطى تُساق – الكاتب أمجد حسن الحاج