مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

سندّ صالح.

كتبت: أسماء سامح.

 

جلست قبالته أراجع معه آيات القرآن الكريم، اعتدنا فعل ذلك كل يوم، بدأ يرتل وقلبي يرفرف بهجة مع كل حرف ينطقه، ثم بكيت لمّا لاح طيف ذكرياتي، كنت فتاة عادية جدًا أخطيء وأصيب، مقصرة في عباداتي لكن كنت أجاهد حتى وقع قلبي بين الشباك، لم يكن مقابلات أو كلمات خادشة للادب والحياء، فقط أحببته، حادثني وحادثته ثم تركني قائلًا: “لن اتزوج من فتاة حدثتوها” صعقتني كلماته المؤلمة وانكسر قلبي، بت أكثر من ثلاث سنوات أخرج من علاقة شات مع شاب لأخرى دون صور دون كلمات خادشه فقط أحاديث عابره لكنها علاقة محرمة مهما كانت، وذات ليلة انقبض قلبي جلست أبكي على حالتي؛ أين أنا من الصالحين والجنة؟! قررت غلق تلك الأبواب للأبد كان صعبًا لكنه كان الصواب، أغلقت قلبي بإنكساره الأول، بدات أصاحب الصالحين وأجالسهم في مسجد الجامعة، بدأت حفظ كتاب الله حتى أتممته ثم بدأت بتحفيظ الصبية الصغار والفتيات الصغار والكبار أيضًا، دعوت الله أن يصلحني لأرزق بمن يشبهني ويقبلني تائبة، مرت سنة ثم جاءني اثنين أحدهما تلهيه الدنيا لكنه ذو أخلاق ويجاهد بعض الشيء وآخر همه الآخرة يعمل لها جاهدًا، أحببت الأول او أظنني توهمت، عدت لدرب الفتنة دون أن أشعر، أغلقت الباب لكي لا ينكسر قلبي من جديد فلا علاقة محرمة تكتمل وإن اكتملت فهي مليئة بالذنوب والهموم، صبرت حتى عاد الثاني لطلب يدي فوافقت والتزمنا بضوابط الخطوبة، كان يشبهني في كل شيء حتى جنوني، قبلت به لخلقه واتفقنا على حفظ القرآن من جديد وألفية ابن مالك لتساعدني في النحو، وصحيح البخاري ومسلم، كان يشجعني ومازال، اليوم أجلس أمامه أستمع له وهو يرتل، أحمد الله أنه هداني ورزقني بسند صالح، لم أتوقع أن يقبلني الله، لكنه قبلني ورزقني وأهداني أجمل ما يكون”زوج صالح”.

“ما بالك يا عزيزتي لماذا تبكين؟ هل أخطأت في قراءتي أم أنّي أحزنتكِ دون أن أدري؟ أخبريني ماذا بك؟!”

“لا شيء يا عزيزي، فقط صوتك جميل وتلاوتك هادئة رق لها قلبي، أكمل”

 

عزيزتي اصبري وجاهدي وإن أخطأتي توبي وعودي إلى الله لا تصري على معصية لأنكِ حتمًا ستتألمين، صونوا قلوبكن لصاحبها، واختاري لقلبك صاحبًا يصلحه لا يفسده.