مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

الكاتب “محمد عبد الغني” ولأول مرةٍ في حوار خاص لمجلة إيڤرست الأدبية

 

حوار: عفاف رجب

 

يقول أيمن العتوم: “الصاعدون إلي القمم لا يضيرهم وعورة الدروب، ولا كثرة الحفر ولا وحشة الوديان”، ولأن شعارنا دائمًا هو القمة سننقل إليكم اليوم قمة اليوم، وبدايةٌ أهلًا بك عزيزي القارئ في رحاب مجلة إيفرست الأدبية.

 

ضيفنا كاتب مِصري له حضور متميز وحيوي، يتفنن في فن الكتابة بحرفة عالية، عاشق ومحب لـ فلسطين، ورغم ما يواجه إلا أن قلمه أثبت بكل جدارة وثقة بأن له حضورًا بين ساحة الأدب، تم ترشيحه بالعام الماضي لتمثيل مصر في برنامج “برلمان شعب”، نُشر له أكثر من 35 مقالًا هناك خلال عامين، بدأ مرحلته الكتابية في عام 2016 على منصات إلكترونية مختلفة أشهرها موقع الجزيرة؛ لذلك جئنا كي نسليط الضوء على تجربته الكتابية، فكان لنا مع “محمد عبد الغني” حوار خاص:

_نرحب بك أستاذ “محمد عبد الغني” ضيف عزيز على مجلة إيڤرست الأدبية، ونود منك أن تقرب القارئ أكثر وخاصة القارئ المصري من محمد الإنسان، والكاتب؟

 

محمد عبد الغني، مصري، أقيم في محافظة القاهرة، أعمل في مجال الإدارة والتسويق، تخرجت في كلية إدارة الأعمال عام 2014.

 

أما عن محمد الكاتب؛ بدأت مرحلة الكتابة في 2016 مع منصات مختلفة أشهرها موقع الجزيرة، نشرت أكثر من 35 مقالًا هناك خلال عامين تقريبًا.

 

كانت أول تجربة لعمل ورقي مع كتاب ” إنعاش ” الذي صدر في 2018 في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

 

أما عن تجربتي الثانية كانت عام 2020 مع كتاب تحت عنوان ” عقيدة البهلوان “.

 

كما شاركت في معرض الكتاب في مسقط – سلطنة عمان في مارس 2019، وشاركت في معرض عمان – الأردن في 2019 معرض عمان في سبتمبر.

 

والآن قد انتهيت من كتابة روايتي الأولى وعملي الثالث “حلم فارماكوس ” في نهاية 2020، لكن لم يتم التعاقد مع أي دار نشر على الرواية حتى الآن.

 

وتدور أحداث الرواية الجديدة عن قصة شاب سوري عاش الألم والفقد والتهجير والحب والأمل والنهاية سأتركها للقارئ إن شاء الله، كما أنها قصة تحكي معاناة فئة كبيرة من الشعب السوري موثقة بأحدث حقيقية.

 

بالإضافة إلي أنه تم الإشراف على هذه الرواية الكاتب والروائي الأردني د. أيمن العتوم، وكتب مقدمة لها، وكل من قرأها أثنى عليها بفضل الله.

_الكثير من القاصين والروائيين يختارون لغة صعبة سعيًا للتميز، أو النحو نحو الشعرية في صياغة جمل الرواية، والأخرون يفضلون لغة بسيطة للتعبير وإيصال أفكارهم.. في أي صنف يمكن أن يصنف “محمد عبد الغني” نفسه؟

 

الحقيقة تجربتي في الكتابة الورقية تختلف عن كتابة المقالات، ففي كتابة المقالات أحاول اختيار لغة أدبية أكثر عمقًا وتعقيدًا عن لغة الكتاب الورقي، فقارئ المقال يكون من فئة النخبة، أما قارئ العمل الورقي ربما يكون مبتدئًا وهنا أستخدم قاعدة لا للتفلسف على العامة، لطاما ستصل الفكرة في كل الأحوال.

 

_تتميز مسيرة المُبدع بمحطات عديدة من البداية إلى قمة النجاح.. أين يضع “محمد عبد الغني” نفسه اليوم، وما هي أهم الأشواط أو المراحل التي قطعها في رحلته الأدبية؟

 

اليوم هناك نقطة متقدمة عن نسخة البداية بكل تأكيد الرحلة علمتني الكثير وفي كل محظة تختلف عن سابقتها، التعلم من التجارب أمر مهم وهذا ما فعلته طوال التفرة.

 

لا أرى في الأشواط شيئًا أهم من الآخر، أرى جميعها مهمة ولكل منها زمنه وطبيعة حاله وتختلف كل منها عن الأخرى، لذا لكل مرحة مميزاتها وعيوبها، ولكل مرحلة ذكرى تختلف تمامًا عن المرحلة الأخرى.

 

_بالعودة إلى أعمالك وكتبك، نجد الكاتب “محمد عبد الغني” يأخذنا إلي رحلة مُشوقة، أو ما اسميه بالراحة النفسية والاسترخاء، لتكون بداية أدبية واعدة تحت عنوان “إنعاش”.. فهلا تحدث بشأن هذا العمل بشكل مُبسط، وما الهدف من هذا العمل؟

 

إنعاش أول تجربة ورقية، وكان بمثابة هروب بالروح من دروب العتمة إلى درب النور واستعادة النفس من فك التيه إلى سعة الأمل، فيه بعض الحديث عن النفس وجزء من حياة الأنبياء كيف عاشوا كبشر مثلنا وكيف تعاملوا مع الحزن والألم.

 

اقتباس من الكتاب:

 

“تحيا أوطاننا بداخلنا لكننا لا نحيا بداخلها، نحيا فيها مُهمشيين يمتلكنا اليأس، نموت فيها قبل أن نحيا”.

 

إهداء الكتاب..

 

_ثم نعود مرة ثانية مع جولة محفزة والمعروفة بـ “عقيدة البهلوان”؛ فهل لنا ببعض المقتطفات التى مررت بها أثناء كتابتك للعمل، ولمَ اختارت اسم “عقيدة البهلوان” بالتحديد؟

 

عقيدة البهلوان؛ هو عنوان لسلسلة مقالات، كُتبت على موقع الجزيرة ثم اقتبست العنوان، وكتبت أسفله مجموعة من المواضيع التي تتحدث عن مشاكل المجتمع والعادات مع العبادات والقيم الدينية.

 

اقتباس من الكتاب:

 

“مشكلتنا الكبرى بأننا ننبهر بالأشخاص ونرفعهم عالياً إن فعلو شيئاً يوافق اهوائنا ومعتقداتنا ونبغضهم إن اختلفوا والحقيقة أنهم لا يفعلون شيئاً غريبا من جبلّتهم ولكنهم يفعلون غير ما رسمناه لهم من مثالية عقيمة.

 

لا أحد مثالي، لا تنظر إلى الأشخاص بهذه النظرة المثالية التي لا تجني إلا الخيبة دائمًا .. لا تنبهِر”.

 

إهداء الكتاب..

_هل هناك هدف تريد إيصاله لقُرائك من خلال إصدارتك، وما هي أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب؟

 

لكل عمل هدف مختلف، لكن الهدف الرئيسي من وراء كتاباتي؛ هو تغيير المفاهيم الخاطئة، وزرع مفاهيم قيمة وجميلة في نفوس القارئ وتوثيق أحداث حقيقية في مجتمعنا العربي لتعيش فيما بعد إلى القراء عبر العصور ولتكن علمًا نافعًا إن شاء الله.

 

أهم من مهارات الكاتب؛ هو هدفه من الكتابة، وطبعًا القراءة، والاطلاع عنصر أساسي يجب أن يتوفر في الكاتب إلى جانب المهارة والفن في صياغة الحروف وهذه بالتأكيد مهارة يجب أن تكون متوفرة بشكل أساسي.

 

_علمنا مؤخرًا أنه تم ترشيحك بالعام الماضي، أو فزت بتمثيل مصر في برنامج برلمان شعب؛ صف لنا شعورك، والأجواء التي حدثت معك، وكيف كان تأثير هذه التجربة على نفسك أولًا وعلى الكاتبة محمد عبد الغني ثانيًا؟

 

نعم، كنت ممثلًا لمصر في برلمان شعب في العام الماضي، لكني لا أستطيع التحدث عن التجربة؛ لأنها لم تكتمل بسبب عدم تمكني من السفر، لكن تجربة الفوز كانت ماتعة بفضل الله وتعرفت على المتسابقين عن قرب أكثر وأصبحت العلاقة بيننا ممتدة وجميلة، وذهب الأستاذ أحمد عجمي ممثلًا لمصر مكاني.

_أدق أو أصعب سر في حياتك هل يمكن أن يبوح به الكاتب في أحد أعماله الأدبية؟ وما أصعب العقبات التى واجهتك خلال مسيرتك الأدبية؟

 

لا ليس شرطًا أن يبوح الكاتب بأسراره وليس شرطًا أن يعيش الكاتب كل أحداث القصة، ربما تقتبس من حياة الآخرين حوله.

 

طريق الكتابة بالنسبة لي؛ كان ممهدًا بفضل الله، وأصعب عقبة واجهتها خلال مسيرتي هي نشر الرواية التي تتحدث عن قصة الشاب السوري ولا أعرف ربما السبب هو القصة نفسها أو ربما أن الناس لا يردون الحقيقة، لأن الأوهام والحياة المثالية في الروايات والكتابات قد تعوضهم على بعض الألم الذي يعيشونه في حياتهم.

 

_كيف يكون الكاتب متميزًا، وماذا يفعل إذا تملكه اليأس؛ هل يتوقف أم يحاول مرة آخر؟ وهل يأست يومًا من الكتابة وكم من الوقت استغرقت للرجوع مرة أخرى للكتابة؟

 

يكون الكاتب مميزًا بقيمة الأعمال التي يقدمها، بالنسبة للوقت فأطول فترة بعدت فيها عن الكتابة كانت سنة كاملة بعد معاناتي مع رواية حلم فارماكوس؛ لأن أحداثها كانت صعبة للغاية وأحدثت ندوبًا في داخلي تعافيت منها ببطء شديد لأنني أثناء الكتابة حاولت معايشة الأحداث على أرض الواقع ليخرج النص كاملًا يصف الحقيقة وتفاصيلها بشكل دقيق.

 

_كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً فـ الرواية، فهل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟

 

لست ضدها ولست معها، ولكن من رأيي الشخصي أن اللغة العامية لا تدوم طويلًا وأن العربية الفصحى لها مذاق خاص وللذين يجيدونها ذوق رفيع، وبالنسبة للقارئ فالقراءة بالعربية الفصحى إثراء للجمال في داخله ومع كل مرة يقرأ عملًا بالفصحى يرتقي معه إلى نقطة أفضل على المستوى النفسي والمعرفي.

 

_بعد مسيرة إبداعية، ماذا تعني إليك ممارسة فعل الكتابة؟ وهل أختلف الأمر الآن عنه في البدايات؟

 

الكتابة حياة بالنسبة لي، وملاذًا أهرب إليه في أحلك الأوقات، بالطبع اختلف الأمر كثيرًا من حيث التطور عن البدايات.

_الفكر يتجدد من حين لآخر.. هل ممكن أن يتغير فكر الكاتب فيما بعد ويتناقض مع فكره الآن؟

 

تتجد الكتابة مع تطور الفكر وهذا أمر طبيعي جدًا، لكن بالنظر للفكر الراسخ والدافع الأساسي خلف الكتابة هو شيء ثابت وهو منبع كلمات الكاتب والدافع خلف أفكاره التي تكتب على الورق، فالكاتب يدون ما يؤمن به، والساعي خلف القضايا الإنسانية ربما يتغير انتمائه لقضية ما، لكن فكر الإصلاح لايزال مسيطرًا على تفاصيل الكتابة.

 

_وفي النهاية؛ ما الشيء الذى تريد قوله، وما نصيحتك لكُتاب المستجدين حتى يرتقوا بالكتابة ارتقاءًا يليق بها؟ ولمن يهدي الكاتب السلام والتحية؟

 

نصيحتي للكتاب على بداية الطريق -وأحسبني منهم- عدم الانجراف خلف الأهداف قصيرة المدى والنظر إلى ماهو أعمق من ذلك، النظر إلى المستقبل وعدم الوقوف في ركن واحد.

 

القراءة ركن أساسي يعتمد عليه الكاتب في إثراء اللغة والأفكار والاطلاع بشكل عام هو أصل ما يكتب به الكاتب، فالكاتب النهم في القراءة هو كاتب جيد جدًا ويصل إلى أهدافه في الكتابة بشكل أسرع من الكاتب الذي لا يقرأ؛ فالقراءة تشكل فكر الكاتب وترفع من ثقل حصيلته اللغوية وثتري المعاني الجميلة في الروح، والكاتب يدونها بين أحرف كلماته.

 

اهجي التحية إلى أصدقائي الذين صدقوا كلماتي وسعوا أن يجعلوها في الأفق بين القراء، أصدقائي هم القراء الذين أكتب لهم وبهم.