الغرفة “707”

Img 20250519 Wa0044

 

بقلم/ تسابيح عادل

 

 “707” ليس مجرد رقم عادي تحمله لافتة، بل ذاكرة رمادية مغروسة بنغفٍ في وجدان طفل.

هنا لا تُعلّق اللوحات، بل الصرخات.

يُعاقب فيها الأطفال لا ليتعلموا، بل لأن الأب غاضب، مرهق، أو ببساطة… يستطيع أن يؤذي.

 

كل جزء في الغرفة شاهِد: الأرضية الرملية، الجدار الصامت، الباب الذي لا يُفتح إلا على وجع.

 

في هذه الزاوية، تعلّم الطفل أن الصوت المرتفع نذير ألم قادم، وأن الخطأ البسيط كنسيان كوب ماء قد يتحول إلى عقوبة قاسية.

 

الأم هناك، بجسدها فقط، لكنها روحها في مكان آخر، تقف عاجزة لا تتدخل.

ربما خائفة، ربما معتادة، وربما مكسورة أكثر من الجميع.

 

والأطفال يتعلّمون أن الصمت هو النجاة، وأن البكاء لا يُجدي.

 

لكن الأسوأ أن الغرفة لا تبقى خلفهم.

ذكرياتها تتبعهم، تطل من وجوههم، ترتجف في ردود أفعالهم.

تصير كالأشباح، تهمس في داخلهم أنهم لا يستحقون الحب، وأن كل خطأ سيُحاسبون عليه بعنف.

وتتحول إلى حاجز خفي يمنعهم من الثقة، من الطموح، ومن الإحساس بالأمان.

 

الغرفة “707” لا توجد فقط في القصص، بل خلف أبواب مغلقة كثيرة.

وكل طفل عاشها، لا يحتاج شفقة، بل إنصافًا.

فالضرب ليس تربية،

والصراخ لا يُنشئ بشرًا أصحاء.

 

مثل هذه الغرف يجب أن يُكسر،

ليُعاد بناء الطفولة كما يجب أن تكون: بالأمان، والكلمة الطيبة، والحضن الذي لا يؤلم.

عن المؤلف