انتقام أنثى

Img 20250516 Wa0002

 

بقلم: حياه احمد

 

لم تكن فتاةً عادية… كانت أنثى تحمل بداخلها أنقاض قلب، وركام خذلان.

أحبّته بصدق، آمنت به حدّ التعلق، كانت تراه وطنًا صغيرًا يحتوي فوضاها، يدعمها حين تنهار، ويدفعها للأمام كلّما تعثّرت.

 

قال لها يومًا:

“تستطيعين أن تصبحي الأفضل، فقط طوّري من نفسك، وأنا سأكون بجانبك دومًا.”

 

فعلت.

درست، تعلّمت، نضجت، وبدأت تتفتح كزهرة نادرة بعد صقيع طويل، كانت كل خطوة تخطوها تُزينها بفخره، لكنها لم تكن تعلم… أن ذلك الفخر لم يكن إلا جسراً ليعبر منه إلى غيرها.

 

ذات مساء، وصلها الخبر…

كان قد خطب أخرى.

والمفاجأة؟

الفتاة التي قال عنها سابقًا: “لا تليق بي، ولا تشبهك في شيء.”

 

كانت الخيانة موجعة، لكن الصدمة الأكبر كانت أنها صدّقت كلماته، واعتقدت أن الحب وحده كافٍ.

 

انهارت… ثم وقفت.

بكت… ثم صمتت.

 

ومثل عنقاء من رماد الألم، نهضت من جديد.

غيّرت شكلها، طوّرت نفسها أكثر، دخلت مجالات كانت تحلم بها، ونجحت.

صارت اسمًا لامعًا، تحضر المؤتمرات، تُنشر لها مقالات، تُلقى كلماتها على المنصات، وتُسلّط عليها الأضواء.

 

رآها هو…

بعينيه التي خذلتها من قبل.

رآها تتألق دون أن تفتقر لوجوده، تتنفّس دون أن تذكره، وتبتسم

عن المؤلف

Exit mobile version

Please allow ads on our site

Looks like you're using an ad blocker. Please support us by disabling these ad blocker.