وتفاقمت المسافات 

Img 20250516 Wa0001

 

كتبت: زينب إبراهيم 

ضحكت نسمة على طفلها المدلل وانساقت معه نحو عالمهما الخاص.

بالقاهرة تحديدًا في شركة النجار للهندسة تجلس فيروز ذات العيون العابسة والقلب المهموم تضع يدها على وجنتيها بألم جم.

سهى: ما بال الجميل حزين هكذا؟

فيروز: دعيني وشأني الآن سهى لقد طفح الكيل بي.

سهى: يبدو أن الأمر كبير جدًا.

فيروز: لا طاقة لي للمزاح اذهبي حيث تريدين وأتركيني.

سهى: لن أذهب قبل معرفة ما السبب الذي جعل فيروز هانم تبدو عابسة هكذا أنه أمر جلل؟

فيروز: إيهاب.

سهى: ما الذي حدث لدنجوان؟

فيروز: سافر مع زوجته التي حاولت مرارًا وتكرارًا اقصاءها عنه لكنني أخفقت في ذلك.

سهى بتفكير: ومن يعطيكِ الحل السريع والنهائي لتلك المعضلة؟

فيروز بفرحة: يطلب ويتمنى ما يشاء.

سهى: إذًا عليكِ بسيدة الأمنيات.

فيروز بتعجب: سيدة ماذا؟!!

سهى: تلك المرأة ذات سر باتع لا يوجد امرئ كانت له حاجة وإلا قضتها له في لمح البصر.

فيروز: هل جننتِ إنها دجالة لا أذهب إلى أولئك الناس البتة؟

سهى: إنها تساعدك بأجر بسيط.

فيروز: لا أحبذ ذلك النوع من المساعدات.

سهى بمكر: حسنًا كما تشاءين ستظلين هكذا وهو يهوى محبوبته ولا يستطيع أحد أن يشغل مقرها.

فيروز: لا تضغطين علي أيتها الفتاة لن أفعل ذلك مطلقًا، هل أعصي ربي في سبيل جني قلب إيهاب؟

سهى بكلل: كما ترينه مناسب لن أطيل حديثي سأعود إلى عملي إلى اللقاء.

فيروز: البتة أفعل ذلك الهراء.

حسن: ما رأيك في مطعم يا ابنتي؟

نسمة: كان أكثر من رائع ينقصنا وجودك عماه.

حسن: لقد ذهبت كثيرًا إليه وأعلم مدى روعته.

إيهاب بمكر: هل كنت تقدم إليه بمفردك يا حج؟

حسن: حديثك ذلك لا يليق بحج أيها الولد.

إيهاب بضحك: أمزح معك أبي أعلم مدى اخلاصك لأمي ولا تستطيع أنثى أخرى أن تخترق قلبك.

حسن: ده الإخلاص في الحب لاصحابه يا بني.

إيهاب باقتضاب: سأذهب لتبديل ملابسي وأعود.

نسمة: ما الذي جعله يعبس هكذا فجأة؟

حسن: لا شيء أنه مجرد حديث لدي بعض الأعمال لا تنتظروني على العشاء.

نسمة: لن نأكل بدونك عماه لا تتأخر علينا.

حسن: على حسب الظروف يا ابنتي.

جاء اتصال هاتفي إلى إيهاب وهو يكاد ينفجر من غضبه وغيظه لتلميح والده إليه.

فيروز: حبيبي اشتقت إليك، متى ستعود أكثر من أسبوع لم أرك؟

إيهاب: لا طاقة لي للحديث حبيبك وما شابه لا أريد الإستماع إليها أو لدي فكرة أفضل لا تتصلين بي مجددًا.

فيروز: لماذا أنت غاضب هكذا هوبي؟

إيهاب بغضب مكتوم: روز كفاكِ هراء لست في مزاج جيد للحديث.

فيروز ببسمة: روز كم كنت أتتوق لسماعها منك هوبي.

إيهاب: لم أعي قولها فيروز لا تتحدثين معي مرة أخرى أنا سعيد مع زوجتي بشهر العسل هنا ولا ينقصني غزلك أو كلماتك تلك.

فيروز بغيرة: شهر عسل مع زوجتك وأنا التي كنت أنتظر عودتك بفارغ الصبر.

إيهاب: تنتظرين على أحر من الجمر وأنا لا أفكر بكِ ولو بذرة كوني بخير وسعيدة بدوني.

فيروز: تعلم أن سعادتي معك وجرحي تكتبه بخذلانك هذا الجلي لحبنا الطفولي هوبي.

إيهاب: يا لكِ من غبية قلت لكِ نسمة هي زوجتي وحب طفولتي لن أتخلى عنها من أجل خرقاء مثلك.

فيروز بغضب وغيرة: ستندم على حديثك ذلك وتأتي إلي بقدميك هوبي.

إيهاب: تلك أحلام اليقظة أفيقي يا صغيرة.

أغلق الخط قبل أن تجيبه غافلاً عمن كان يراقبه وهو يبتسم.

عن المؤلف