“رحلة الحرف والمشاعر” سمية عطية تفتح قلبها لـ(إيفرست): “الكتابة قدري، والورق موطني”

Img 20250421 Wa0026

 

 

حوار: محمد حسن

 

في رحلةٍ تتوشّح بالحروف وتنثر عبير المشاعر على ضفاف الصفحات، التقينا الكاتبة الشابة سمية عطية، التي صنعت لنفسها عالمًا من الإبداع والتأمل، وأصبحت بصمتها الأدبية محلّ تقدير لدى جمهورٍ لا يرضى إلا بالنص النابض بالفكرة والرسالة.

 

من هنا، كانت بداية هذا الحوار الحصري لمجلة “إيفرست”، حيث فتحت لنا “سمية” قلبها، لتحدثنا عن البدايات، والتحديات، وشغف الحرف، وعلاقتها بالقارئ، وحتى طموحاتها التي تنتظر الأفق القادم.

فإلى تفاصيل الحوار..

البداية من قدَر.. لا من صدفة

 

من هي سمية عطية؟ وكيف كانت أولى خطواتك مع القلم؟

أنا سمية عطية رشاد، من محافظة الشرقية، مواليد 1999، خريجة كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر الشريف، شعبة التربية، قسم اللغة العربية. كانت أولى خطواتي الأدبية في عام 2019، حين بدأت في كتابة الروايات.

 

هل كانت الكتابة مجرد هواية؟ أم أدركتِ منذ البداية أنها قدَر؟

منذ اللحظة الأولى، كنت أعلم أنها قدري.. لم أشعر بها كهواية عابرة، بل كرسالة كُتبت لي في صفحات القدر.

 

هل كانت هناك لحظة فاصلة دفعتكِ إلى إصدار أول كتاب ورقي؟

لم تكن هناك لحظة فاصلة بالمعنى التقليدي. الحقيقة أن النشر الورقي لم يكن من خططي، لكنّ الأقدار ساقته لي من خلال دار بيت الروايات، التي لولا دعمها وإيمانها، لما سلكت هذا الطريق من الأساس.

 

 

 

أسلوبي تغير.. والإبداع ينضج مع الوقت

 

لكل كاتب بصمته الخاصة.. كيف تصفين أسلوبك في الكتابة؟

أسلوبي تطوّر كثيرًا. أعمالي الأولى كانت تفتقر للسرد القوي والإبداع، لكنني الآن أرى تطورًا واضحًا في لغتي وسردي، وأصبحت النصوص تحمل صورًا بلاغية تليق بما أقدمه.

 

ما مصدر إلهامك الأساسي: الواقع، الخيال، أم المزج بينهما؟

أميل أكثر للواقع، فهو العمق الحقيقي للكتابة، لكن لا يخلو عملي من لمسات خيالية تضيف متعة وجاذبية.

 

هل لكِ طقوس خاصة أثناء الكتابة؟

أكتب في هدوء، غالبًا بعد أن تنام صغيرتي لينة. حينها فقط أجد سكونًا يسمح للحروف بأن تنبع من أعماقي.

 

من الكتّاب الذين أثّروا في تكوينك الأدبي؟

كُثر، لكن تظل الدكتورة حنان لاشين الأثر الأبرز، خاصة في سلسلة مملكة البلاغة.

 

كل كتاب بمثابة طفل.. و”وأمطرت السحب عشقًا” هو الأقوى

 

ما العمل الأقرب إلى قلبك؟

جميع أعمالي أحبهم كأبنائي، لكن من حيث القوة الأدبية، أرى أن كتابي الورقي “وأمطرت السحب عشقًا” هو الأقوى حتى الآن.

 

ما أبرز التحديات التي واجهتك في أول إصدار؟

فقدان الشغف في منتصف العمل، وضيق الوقت، كانا من أصعب ما واجهت.

 

هل تكتبين ما تحبّين، أم تراعين ميول الجمهور؟

أكتب من قلبي.. أُعبّر عن قناعاتي وما أؤمن به، ومن يتابعني يحب هذا الاتجاه، خصوصًا أن معظم أعمالي تحمل الطابع الديني، وهذا ما يجذب جمهوري.

 

بيت الروايات.. بيت الثقة والدعم حدثينا عن تجربتك مع دار “بيت الروايات”.. كيف بدأت؟

تعرفت إلى فاطمة عطية، مديرة الدار، عبر جروب إلكتروني نشرت فيه بعض كتاباتي. آمنت بي وعرضت علي النشر، فوافقت لثقتي فيها، وكانت تلك الثقة في محلها.

 

كيف تصفين التعاون مع فريق الدار؟

فاطمة لم تكن مديرة دار بقدر ما كانت صديقة. التعامل كان راقٍ، والدعم لا ينقطع.

 

هل شعرتِ أن الدار آمنت بكِ ككاتبة؟

نعم، وبكل وضوح. لم أشعر في يوم أنني أواجه المسار وحدي، بل كانت خطواتي معهم ثابتة ومدعومة.

 

هل تعاملتِ مع دور نشر أخرى؟ وكيف تقارنين التجربة؟

لم أتعامل مع دور أخرى بالشكل الرسمي. تجاربي الإلكترونية كانت بسيطة، أما التعامل المباشر الحقيقي فكان فقط مع بيت الروايات، وكانت تجربة لا تُنسى.

 

هل تفكرين في إعادة النشر معهم مستقبلًا؟

رغم انشغالي بالنشر الإلكتروني حاليًا، فإنني إذا قررت العودة للورقي، فستكون “بيت الروايات” هي خياري الأول بلا تردد.

 

 

 

الكاتب الصادق يصنع قارئه الحقيقي؛ من هو القارئ الذي تكتبين له؟

القارئ الباحث عن الفكرة والرسالة، لا عن قصة حب فارغة. أنا معروفة بطابعي الديني، ومعظم قرّائي يقدّرون هذا التوجه.

 

هل واجهتِ نقدًا سلبيًا؟ وكيف كان رد فعلك؟

نعم، مرات قليلة، لكنني كنت أتعامل مع النقد إما بالتجاهل أو بكلمة “شكرًا”، لأنني أؤمن أن النقد لا يُقلل من قيمة الكاتب، بل يُنضجه.

 

كيف تصفين العلاقة بين الكاتب والقارئ؟

هي علاقة تفاعل وتأثير متبادل، وظهر ذلك بوضوح عندما كنت أنشر أعمالي فصلًا فصلًا وأراقب تفاعل القراء.

 

طموحات لا سقف لها.. ونصيحة من القلب ما طموحاتك الأدبية القادمة؟

أسعى لتطوير أسلوبي أكثر، وأتمنى أن تصل كتاباتي لكل قارئ يبحث عن النور وسط الزحام. لدي عمل إلكتروني جديد سيصدر بعد عيد الأضحى بإذن الله.

 

لو تحوّل أحد كتبك إلى عمل سينمائي.. هل توافقين؟

لا، لأنني لا أرى ذلك جائزًا شرعًا، والعلماء لم يتفقوا على الأمر. لن أقدّم على شيء إلا وأنا واثقة من حِلّه.

 

أخيرًا.. ما نصيحتك لكل كاتب وكاتبة في بداية الطريق؟

اتقوا الله في الكلمة التي تكتبونها، فكل حرف أمانة. لا تكتبوا لأجل الانتشار فقط، بل لأجل القيم التي تبقى بعد أن يُطوى الورق.

 

 

في الختام، لم يكن هذا اللقاء مجرد حوار، بل كانت رحلة عميقة في وجدان كاتبة آمنت بالقلم رسولا، وبالكتابة قدرًا، وبالصدق طريقًا لا يُخطئه النور.

سمية عطية.. اسمٌ ننتظر منه المزيد، ونؤمن أن القادم معها سيكون دومًا مغموسًا بالإبداع والرسالة.

 

حصريًا لـ(إيفرست الأدبية)

إعداد وحوار: محمد حسن

عن المؤلف