الكاتبه حياه احمد
في مرة، كنت أبحث عن شيء ظننته ضاع مني، قلبت الأماكن، أعدت التفكير، تتبعت الذكريات، لكنني لم أجده. استمر بحثي حتى شعرت أنني أنا التي تهت، أنني لم أفقد شيئًا بقدر ما فقدت نفسي.
ضيعت نصف عمري أحب أشياء لم تكن لي، وأمنح روحي لأشخاص لم يكونوا لي. أما النصف الآخر، فقد أمضيته أتعافى من أقدار لم أملك يومًا تغييرها. والآن، أدركت أن الضياع لم يكن في الأشياء، بل كان فيّ، في روحي التي ضلت طريقها وهي تبحث عن شيء ربما لم يكن موجودًا من الأساس.
والآن، أقف في منتصف الطريق بين ما كنت عليه وما أريد أن أكون. أبحث عن نفسي بين الذكريات، بين الأحلام التي تركتها في منتصف الطريق، وبين الأمل الذي كدت أفقده. لم يعد يهمني ما ضاع، ولا ما لم يكن لي من الأساس. كل ما يهمني الآن هو أن أجدني، أن أرتب فوضاي، أن ألمم شتاتي، وأبدأ من جديد. لأنني أدركت أخيرًا أنني لم أكن بحاجة للبحث عن شيء خارج نفسي، بل كنت بحاجة لأن أعود إليّ.
عن المؤلف
المزيد من الأخبار
مُذنب انا
دعوة للتفاءل
نُبَاحٌ لَا يُسْمَعُ