منارة لا تنطفئ

Img 20250223 Wa0043

كتبت منال ربيعي 

 

جلس يوسف على شاطئ النهر، يتأمل الماء الذي كان والده يحبه. كان الليل قد أسدل ستائره، لكن السماء لم تكن معتمة تمامًا، فقد أضاء القمر طريقه، تمامًا كما كان يفعل قلب والده في حياته.

 

منذ أن رحل الأب، شعر يوسف أن العالم بات موحشًا، لكن كلما ضل طريقه، تذكر كلماته: “كن قويًا، فالليل مهما طال، لا بد للفجر أن يشرق.” كان صوته لا يزال يسكن روحه، يشد من أزره في لحظات ضعفه.

 

تأمل الماء، فتراءى له وجه أبيه بين الأمواج، كأنه يبتسم له ويقول: “أنا هنا، في قلبك، في ذكرياتك، في كل خطوة تخطوها.”

 

أدرك يوسف حينها أن الأب لا يموت في قلوب أبنائه، بل يبقى منارة ترشدهم، نورها لا ينطفئ حتى وإن غاب الجسد. ابتسم وهو ينهض، شعر كأن والده قد أمسك بيده مرة أخرى، يقوده نحو الطريق الذي لن يضيع فيه أبدًا.

عن المؤلف