كتبت منال ربيعي
الوحدةُ ليست فراغًا، بل حملٌ ثقيلٌ لا يُرى، يتكور في الصدر كحجرٍ بارد، كلما زاد الليل طال ألمه. كشتاءٍ بلا وعدٍ بالربيع، قارص البرودة، لا دفءَ فيه إلا أنفاسُك التي تعود إليك بلا إجابة.
في الصباح، يزحف الضباب على نوافذك، كأنهُ يشاركك الخوف، يغلف الأشياء حتى تفقدَ ملامحها، كما فقدتَ أنت وجهك القديم بين جدران الصمت. يمضي اليوم بطيئًا، ثقيلَ الخطى، لا يد تمتد لك، لا صوت يربت على قلبك، فقط صدى أفكارك المتعبة يرتدّ إليك، يسألك: هل كان الثمنُ مستحقًا؟ هل كانت العزلةُ نجاةً أم هاوية؟
في الليل، يتكئ الظلام على كتفيك، يهمسُ في أذنك بحكاياتٍ لم تحدث، عن أحلامٍ لم تكتمل، وأبوابٍ أُغلقت دون رجعة. الوحدةُ ليست اختيارًا سهلًا، لكنها حين تصبح قدرك، تدرك أن البردَ لا يأتي من الشتاء، بل من الداخل… من روحٍ أرهقها الانتظار، ولم تجد بعد من يشاركها الدفء.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية