كتبت: هاجر حسن
“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”
يا لطمأنينةٍ تسري في القلب حين ندرك أن لنا ربًا رحيمًا، يسمع دعاءنا ونداءنا في كل حين، ويستجيب لمسألتنا مهما أعدنا السؤال، فلا يملّ ولا يغفل، بل يعطينا بكرمٍ لا ينفذ.
فكل مخلوقٍ في السماوات والأرض يسأله؛ الإنس والجن، الدواب والطير، كلهم يرفعون حاجاتهم إليه، فيغمرهم بعطائه دون تأخير، ويمنح كل سائلٍ مسألته بحكمة ورحمة.
يُحكى أن نبي الله سليمان خرج يومًا يطلب السقيا لقومه، فوجد نملةً صغيرة قد رفعت قوائمها نحو السماء، تناجي ربها أن ينزل الغيث. فالتفت إلى قومه وقال: “ارجعوا، فقد كُفيتم بغيركم، النملة تسأل الله السقيا.”
نملة بحجمها الضئيل لم تغفل عن اللجوء إلى خالقها، لم تطرق باب مخلوق، ولم تلتفت إلا لمن بيده ملكوت كل شيء.
فأين أنت من سؤالك لربك؟! تسابق الأيام، تطرق أبواب البشر، ترجو العون ممن هم بحاجة إلى العون مثلك، وتنسى أن لك إلهًا إذا أراد شيئًا قال له: “كن فيكون.”
سأل موسى ربه، والبحر أمامه وفرعون وراءه، فشق له طريقًا يابسًا إلى النجاة.
وسأل يونس ربه، فمن ظلمات بطن الحوت أنجاه.
وسأل قاتل المائة نفس ربه التوبة، فتاب عليه وهداه.
وسألت هاجر ربها في شدة العسر، فانفجر البئر من تحت قدمي صغيرها، فأرواه وسقاه.
وسأل الفقير ربه، فأغناه الله وكفاه.
فمن لا يسأل الله، قد يُكتب من المتكبرين، فإياك أن تغفل عن الدعاء، اسأل الله مسألتك وحاجتك، فهو الكريم الذي لا يرد السائلين.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يسأل الله يغضب عليه.”
فسل الله عن كل شيء، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “سلوا الله كل شيء، حتى شسع النعل، فإن الله إن لم ييسره لم يتيسر.”
واسأل الله وأنت موقن بالإجابة، فلن تجد بابًا أوسع من بابه، ولا رحمة أحنّ من رحمته، فلماذا لا تسأل الله؟
المزيد من الأخبار
لقاء غير متوقع
جروح
التعلق المرضي وتأثيراته