كتبت/ مريم نصر
الاختفاء هو تلك اللحظة الغامضة التي يغيب فيها شيء أو شخص من حياتنا فجأة، تاركًا وراءه فراغًا يستعصي على التعبير. قد يكون الاختفاء ماديًا، كاختفاء شخص عزيز أو جزء من حياتنا، أو قد يكون معنويًا، كاختفاء مشاعر أو لحظات كانت تحمل في طياتها الكثير من الأمل.
حينما نواجه الاختفاء، يشعر الإنسان وكأن شيئًا غير قابل للتعويض قد زال. قد يكون هذا الشعور مؤلمًا، ويخلق في داخلنا فراغًا يصعب ملؤه. وفي هذه اللحظات، نشعر أن الزمن يتوقف، وأن الحياة تواصل سيرها رغم غياب ما كان يشكل جزءًا أساسيًا منها.
لكن الاختفاء لا يعني دائمًا نهاية. ففي بعض الأحيان، يكون الاختفاء فرصة للبحث عن الذات، للبحث عن ما يهمنا حقًا وما يمكن أن يعيد تشكيل حياتنا من جديد. في هذه اللحظات، قد نكتشف أشياء جديدة عن أنفسنا، نواجه تحديات قد تغيرنا للأفضل، ونحاول إعادة بناء ما اختفى بأدوات جديدة.
أحيانًا، يمكن أن يكون الاختفاء تصفية لما لم يعد له قيمة، وترك مساحة لشيء جديد. هو نوع من التجديد الذي يأتي بعد الفقد، فهو يعلمنا كيف نعيش مع الغياب، وكيف نواصل العيش دون أن نسمح لفراغنا أن يسيطر علينا.
وفي النهاية، يبقى الاختفاء جزءًا من دورة الحياة. هو يذكرنا بأن كل شيء مؤقت، وأننا بحاجة إلى التكيف مع المتغيرات. بعد كل اختفاء، يأتي دائماً ما يمكن أن يُعِيد الحياة إلى مسارها، ليظل العالم مكانًا مليئًا بالفرص التي تنتظر من يلتقطها.
عن المؤلف
المزيد من الأخبار
بيضة واحدة كافية لصيام يوم بدون تعب
انطفاء
هواجس