لـِ مـنَـارِ أحـمَـد.
في سُدف وصخب الحياة، أبحث عن لحظة سكينة تُرمّم روحي المتعبة، لكن شجيجي يرنّم في الغلس، والوهل يلحقني كظلٍّ لا يتركني، كيف أقنع نفسي بأن كل ذلك لا شيء، وأن السماء حين تتسع، والأغاني حين تفيض على القلب، يمكنهما أن يغسلا روحي من أوجاعها؟ كيف أُصدّق أن النور مهما تأخر، لا بد أن يأتي، وأن العتمة مهما امتدت لن تكون قدرًا أبديًا؟ أجلس وحدي بين جدران الصمت، أتأمل تلك المساحات الرمادية التي تحاصرني، أبحث عن صوت داخلي يهدّئ روعي عن يقين يطفئ خوفي عن لمحة دفء في هذا البرد الذي يسكنني، أقول لنفسي إن الحياة ليست سوى موجات، مد وجزر، فرح وحزن، لقاء وفراق، وإنني لست إلا نقطة صغيرة في هذا البحر الهائج، لكن حتى النقاط الصغيرة لها حق النجاة، أليس كذلك؟ أتساءل، كم من مرة ظننت أنني لن أحتمل ثم مررتُ من الألم وكأن شيئًا لم يكن؟ كم من مرة أيقنت أنني على وشك الانهيار، ثم وجدتُ في داخلي قوة لا أدري من أين جاءت؟ ربما لأننا خُلقنا بمزيج عجيب من الضعف والصمود، من الانكسار والقدرة على النهوض من البكاء والرغبة في الضحك رغم كل شيء، حين أغمض عيني للحظة أستمع لصوت بعيد يشبه لحنًا قديمًا، صوت يأخذني بعيدًا عن الضجيج، يذكرني بأن كل شيء سيمر، وأن السماء لا تخذل من رفع بصره إليها يومًا، وأن الأغاني التي تغنيها القلوب المنهكة، لا بد أن تجد صداها في مكان ما.
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة