ڪتبت. أميره محمد عبدالرحيم
في حياة كل إنسان، هناك لحظات لا تُنسى، محفورة في أعماق القلب والذاكرة، كأنها مشاهد من فيلم قديم يعاد مرارًا وتكرارًا. قد تكون لحظة فرح غامر، أو لقاء غير متوقع، أو حتى وداع ترك أثرًا لا يُمحى. أتذكر تلك الليلة عندما جلستُ تحت سماء صافية، والنجوم تلمع كأنها تهمس بأسرار الكون. كنت وحيدًا، لكنني لم أشعر بالوحدة. كانت تلك اللحظة من أندر الأوقات التي شعرتُ فيها بالسلام الحقيقي. لا ضجيج، لا أفكار متشابكة، فقط أنا والكون في حالة انسجام صامتة. شعرتُ وكأن الزمن توقف، وكأن الحياة أعطتني استراحة قصيرة لأتنفس بعمق، لأتأمل كل شيء وأعيد ترتيب أفكاري. ثم هناك لحظة أخرى، مختلفة تمامًا، لكنها لا تقل أهمية. كان يومًا ممطرًا، والطريق ممتلئ بالناس الذين يركضون بحثًا عن مأوى، لكنني وقفت هناك، أترك المطر يغسلني، وكأنني أتحرر من كل الأعباء. شعرتُ بالخفة، وكأن الماء لم يكن يسقط على جسدي فحسب، بل كان يزيل طبقات من القلق والألم المتراكم داخلي. ما يجعل هذه اللحظات لا تُنسى ليس الحدث نفسه، بل الإحساس الذي يرافقها. المشاعر التي تلامسنا بعمق لا تزول، حتى لو مر الزمن. أحيانًا، نبحث عن هذه اللحظات في تفاصيل صغيرة، في نظرة، في ابتسامة عابرة، أو حتى في كوب قهوة في صباح هادئ. الحياة ليست مجرد أيام تمضي، بل هي لحظات تُصنع وتُحفظ داخلنا، لتذكرنا بأننا عشنا، شعرنا، وتأثرنا.
المزيد من الأخبار
لا تحرق نفسك
يصبح الصمت خيانة
استغفار