وليد اسماعيل علي
“هل قطعت التذاكر؟”
“نعم، فعلت ذلك يا حبيبتي. الآن عليك تجهيز نفسك ولا تنسي تجهيز ليث ولين.”
“عزيزي، شكرًا لك، والآن استعد لرحلتنا…”
كانت الأسرة متحمسة للرحلة التي طال انتظارها. تتكون العائلة من الأب مؤمن، الجراح الشهير، والأم سناء، الطبيبة، وطفليهما التوأمين، ليث ولين.
مؤمن: “غدًا سنبدأ رحلتنا في الصباح الباكر، لذا يجب أن نخلد للنوم الآن.”
سناء: “أنت على حق، عزيزي. هيا يا ليث، اصطحب شقيقتك إلى الفراش.”
ليث: “حاضر يا أمي. تصبحين على خير.”
لين: “تصبحون على خير.”
استيقظ الجميع مبكرًا في اليوم التالي، وتحركوا بسرعة إلى المطار. وما إن وصلوا، حتى جاء صوت الإذاعة الداخلية:
“على المسافرين في الرحلة رقم (13) التوجه نحو بوابة المغادرة.”
استقل الجميع الطائرة، التي أقلعت بسلاسة وسط أجواء هادئة. لكن فجأة، حدث عطل غير متوقع.
كابتن الطائرة: “السادة المسافرون، هناك عطل في الطائرة ونحن مضطرون للهبوط لبعض الوقت. الرجاء الهدوء، فكل شيء تحت السيطرة.”
هبطت الطائرة اضطراريًا على جزيرة شبه مهجورة تكسوها الأشجار الكثيفة بشكل لافت. تملك القلق مؤمن، فوجه حديثه إلى عائلته مطمئنًا:
مؤمن: “عزيزتي سناء، دعينا نبقى قريبين من بعضنا البعض. ليث ولين، لا تبتعدا عنا.”
مع اقتراب حلول الليل، نصب الجميع خيامهم استعدادًا لقضاء الليلة في انتظار المساعدة. ومع حلول الظلام، سيطر الهدوء على المكان، لكن هذا الهدوء سرعان ما تلاشى بظهور عيون حمراء بين الأشجار، ترافقها ضحكات عالية ومخيفة.
تجمع المسافرون في دائرة، حيث شكل الرجال حماية حول النساء والأطفال. واقتربت الأصوات والضحكات حتى ظهرت كائنات صغيرة بشعر كثيف وأسلحة حادة. كانوا أشباحًا شرسة تستمتع بأكل لحوم البشر، وبدأوا هجومهم على المسافرين وسط صرخات النساء وبكاء الأطفال.
تساقط الرجال واحدًا تلو الآخر أمام كثرة الأشباح وقوتها. وازدادت الأوضاع رعبًا، حيث ملأ صوت الذئاب السماء، وحلقت الخفافيش بعد أن استشعرت رائحة الدماء. وفي لحظة من الفزع، ارتطمت سناء بهيكل عظمي على الأرض، كأنه إشارة لمصير مشابه.
تزايد الزعر، والجثث تراكمت، وتكاثفت الوحوش حول المسافرين. بقي عدد قليل من الرجال يصارعون للبقاء وسط هذا الكابوس المرعب.
لاحظ مؤمن أن الأشباح تتجنب الضوء القوي. فأخرج مصباحًا من حقيبته ووجهه نحوهم، فتراجعت الأشباح قليلاً. استمر الوضع هكذا حتى بدأ ضوء الفجر بالبزوغ، مما دفع الأشباح إلى التراجع نهائيًا والاختفاء.
وعندما بزغ الصباح، وصلت طائرات الإنقاذ أخيرًا لنقل الناجين من الرحلة رقم (13)، الرحلة التي ستبقى عالقة في ذاكرتهم إلى الأبد.
مؤمن: “سناء، هيا بنا إلى منزلنا، لقد انتهى هذا الكابوس.”
سناء: “لم تكن الرحلة كما توقعناها، لكن نعم، دعنا نعود.”
ليث ولين: “نعم، دعونا نعود، لقد خفنا كثيرًا.”
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات