كتبت: خولة الأسدي
لكَ أن تتصوَّرَ حجمَ الإفلاسِ الفكريِّ واللغويِّ الذي أعاني منه، إذا عرفتَ أني أصبحتُ، عوضًا عن كتابةِ خاطرةٍ جديدةٍ في بضعِ دقائقَ، أُمضي ساعاتٍ مفتِّشةً في أرشيفي عن نصٍّ بائدٍ لم ينل شرفَ النشر؛ لأقدِّمه للمجلةِ كي أستمرَّ فيها حتى يُشفقَ عليَّ الإلهام، ويعودَ ليمدَّني بالأفكار، والأهمِّ منها: الشغفِ اللازمِ لتدوينِها.
ولشدَّةِ يأسي، وفقداني الأملَ بالتعافي قريبًا، واستردادي لقدرتي على الكتابةِ بانسيابيَّةٍ ورغبةٍ، قررتُ أكثرَ من مرةٍ الانسحابَ والتسليمَ لهذا العجزِ المستفحل، ولكنِّي كلما رأيتُ النصوصَ التي كتبتُها حتى الآن، منذ أن انضممتُ لفريقِ المجلة، والتي لم أتوقع أن أكتبَ نصفَها حتى، شعرتُ بالأمل، وبأنَّ الاستمرارَ في المحاولة، حتى وإن لم يُعِد لي شغفي المعتاد، فعلى الأقلِّ هو يحمي قلمي من الصدأ، وحبري من الجمود، وتعابيري من التبخُّر. ولربما فلحتُ في استردادِ ما فقدتُه بمواصلةِ المحاولة؛ فالأملُ بالوصولِ مع السعي يختلفُ كثيرًا عن الأملِ مع الانتظارِ المتواكل.
وهكذا قررتُ الاستمرارَ في كلِّ مرةٍ، وإن لم أكن أعلمْ عمَّا سأكتب، أو ماذا سأكتب!
عن المؤلف
المزيد من الأخبار
كل مستحيل مع الله يتحقق
ستارٌ خلف ابتسامة
سعيٌ نحو الخفّة والسلام الداخلي