الأمل

Img 20241129 Wa0018(1)

 

كتب الطاهر عبد المحسن

 

الفصل الثامن: زواج رمانه وأحمد

 

بعد طول انتظار، أصبح أحمد ورمانه على مشارف خطوة جديدة في حياتهم. كل شيء كان قد تم بطريقة غير تقليدية، لأن رمانه لم يكن لها أهل يطلب منها، وكانت ظروفها مختلفة تمامًا عن أي قصة زواج أخرى. لذا قررا أن يتم زواجهما عبر المحكمة، لكي يضمنوا حقوقهما ويبدأوا حياة جديدة معًا.

 

في اليوم الذي كان منتظرًا بفارغ الصبر، كان أحمد متوترًا. رغم أنه كان قد أخبر أهله بكل شيء وتلقّى موافقتهم، إلا أنه شعر أن هناك الكثير من التحديات التي تنتظرهما. ولكن كان لديه يقين أن حبهم قادر على تخطي أي صعوبات.

 

وصل أحمد إلى المحكمة في الصباح الباكر. كان ينتظر بشغف لحظة أن يُعلن أنه متزوج من رمانه. وبعد بعض الإجراءات القانونية، أصبح كل شيء رسميًا. ولكن رغم كل الإجراءات، كانت الحقيقة البسيطة هي أن رمانه كانت أكثر من مجرد زوجة بالنسبة له؛ كانت نصفه الآخر، وحلمه الذي تحقق.

 

بعد إتمام الإجراءات في المحكمة، قرر أحمد أن يكون اليوم مميزًا جدًا. لم يكن لديه الكثير من المال، لكن كان لديه قلب مليء بالحب لأجل رمانه، وأراد أن يحتفل بهذا اليوم بكل ما أوتي من قوة. فقرر إقامة حفل بسيط في منزله، بحضور أهله المقربين وأصدقائه الذين كانوا جزءًا من رحلته.

 

كان أحمد في قمة سعادته، بينما رمانه كانت متوترة قليلًا، فهي لم تكن معتادة على مثل هذه المناسبات. لكنها عندما دخلت البيت ووجدت الجميع في انتظارها، شعرت بشيء غريب؛ كانت تشعر بأنها في مكانها الصحيح، وسط الناس الذين يحبونها.

 

في تلك الليلة، ارتدت رمانه فستانًا بسيطًا، لكنه كان يعكس جمالها الداخلي وأملها في المستقبل. وكان شعرها مرتبًا بعناية، وعيناها كانتا مليئتين بالفرح. عندما دخلت الغرفة، توقفت الأنفاس للحظة. أحمد كان يراقبها بكل فخر، كان يراها أجمل من أي وقت مضى.

 

أحمد (بابتسامة واسعة):

“رمانه… إنتِ أجمل من كل الأمل اللي كنت بحلم بيه.”

 

رمانه ابتسمت بخجل، وعيناها مليئة بالدموع من شدة الفرح. كانت متوترة قليلاً، لكنها كانت تعرف أنها في المكان الصحيح، مع الشخص الذي تحبه.

 

رمانه (بتردد):

“أنتَ زي ما كنتَ تقول لي… الأمل. فيك كل حاجة كنت بتمناها.”

 

وبينما كان الضيوف يهنئونهم ويتمنون لهم حياة سعيدة، شعر أحمد ورمانه أنهما كانا في حلم. رغم أن الحفل كان بسيطًا، إلا أن الأجواء كانت مليئة بالحب والفرح. كل شيء كان يذكرهم بأهمية اللحظات الصغيرة في الحياة، وكيف أن الحب قادر على تحويل كل شيء.

 

الرقصات كانت قليلة، ولكن كل حركة وكل كلمة كانت مليئة بالمعاني. وكانت العيون كلها تراقب هذا الزواج الذي أصبح أكثر من مجرد زواج؛ كان بداية لرحلة جديدة مليئة بالحب والأمل. حتى الضحك كان مختلفًا في تلك الليلة، وكل شيء حولهم كان ينبض بالحياة.

 

وفي النهاية، رغم كل الصعوبات التي مروا بها، شعروا بأنهم قد بدأوا فصلًا جديدًا من حياتهم، حياة مليئة بالأمل والشجاعة، وقبل كل شيء، بالحب الذي لا يعرف حدودًا.

عن المؤلف