كتبت ملاك عاطف
“الماضي لا يعود، لكنه يترك بصمة في كل زاوية في أرواحنا”
وإنّ تلك البصمات تضرب ظهور أشواقنا بأزاميل من لوعة قاتلة، تضربها حتّى تتكسر فقرات الانتظار، فتصاب بشلل نصفيّ، وتظلّ كالمعلّقة، لا هي فقدت إحساسها بالحنين، ولا هي قادرة على مواصلة تقبيل جبين الوطن المقطّب بالقذائف؛ فشفاه هيامها مخدّرة بجرعات الذّل والهوان.
الماضي لن يعود، لكنّه يخلّف وراءه ملايينًا من ندوب الذّكريات، ونحنُ ندمن مطالعتها، كأنّها صفحة من كتاب السّلام، كأنّها الكلمةُ الأخيرةُ في السّطر الأخير من حكاية هذه الدّمويّة المشؤومة، كأنّها طوقُ الأمل الوحيد الّذي سيسحبنا من وسط أمواج الضّياع والغموض إلى برّ مستقبلنا المرمّم بحجارة الإشراق والازدهار.
الماضي لا يعود، لكنّه يمنح للحاضر المرّ فرصةً؛ كي يفهم العالم بأسره أنّنا شعبُ هذه الأرض، وكي يغرق وعد بلفور في سراب مداده الزّوال، وإن اقتاتَ وعي الأمّة على أشلائنا؛ ليكبر، فإنّه في النهاية يكبر.
الماضي لا يعود، لكنّ الأحلامَ تقفُ على شرفة طيّات الغيب، تنتظر إشارةَ القدر؛ لتنطلقَ إلى أحضانِنا راكضة، ونجولَ بها ربوعَ الوطنِ حين يتماثل للشفاء.
عن المؤلف
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام