هل السعادة قرار أم مصادفة؟

كتبت: مريم نصر 

السعادة تلك الكلمة البسيطة التي تحمل معانٍ عميقة ومتشابكة، هل هي شيء نختاره بأنفسنا أم هي مجرد مصادفة تأتي إلينا دون أن نسعى؟ سؤال يثير الكثير من الجدل والتفكير بين الفلاسفة، علماء النفس، وحتى بين الناس العاديين الذين يسعون لفهم أسرار هذا الشعور المراوغ.

 

-السعادة قرار: قوة العقل وإرادة الإنسان

 

يرى الكثيرون أن السعادة قرار ينبع من داخل الإنسان. فالحياة مليئة بالتحديات، ومع ذلك ينجح بعض الأشخاص في التمتع بشعور السعادة بغض النظر عن الظروف المحيطة. هؤلاء يتبنون نظرة إيجابية للحياة، ويتعاملون مع المشكلات كفرص للنمو.

 

الإيجابية كأسلوب حياة: من خلال التركيز على النعم، وتقدير الأشياء الصغيرة، يمكن للإنسان أن يصنع السعادة لنفسه.

 

-القناعة والامتنان: إذا كان الشخص ممتنًا لما لديه بدلاً من التذمر مما ينقصه، فإنه يجد السعادة أقرب مما يتصور.

 

-اختيار العلاقات الصحيحة: القرارات المتعلقة بالأشخاص الذين نحيط أنفسنا بهم تلعب دورًا كبيرًا في مستوى سعادتنا.

 

 

-السعادة مصادفة: لعبة الحظ والقدر

 

في المقابل، هناك من يعتقد أن السعادة تأتي مصادفةً، مثل نسيم يهب فجأة دون أن نتحكم فيه. الحياة مليئة بالمفاجآت، بعضها جميل يجعلنا سعداء دون سابق إنذار.

 

-الحظ الجيد: قد تأتي لحظات السعادة نتيجة حدث غير متوقع، كنجاح كبير، أو لقاء بأحباء بعد غياب.

 

-الظروف الخارجية: هناك من يعتقد أن السعادة تعتمد بشكل أساسي على الوضع الاقتصادي، أو البيئة المحيطة.

 

 

بين القرار والمصادفة: مزيج متوازن

 

في الواقع، ربما تكون السعادة مزيجًا من القرار والمصادفة. فمن ناحية، نحن نقرر كيف نتعامل مع الأحداث والمواقف التي تمر بنا. ومن ناحية أخرى، هناك لحظات لا نملك السيطرة عليها لكنها تهدينا السعادة.

 

التحضير لاستقبال السعادة: أن نكون مستعدين نفسيًا للاستمتاع بما تقدمه لنا الحياة.

 

-صناعة الفرص: بينما ننتظر المصادفات السعيدة، يمكننا اتخاذ قرارات واعية تزيد من احتمال حدوثها.

 

 

ختامًا:

 

سواء كانت السعادة قرارًا شخصيًا نختاره أو مصادفة سعيدة تحدث لنا، فإن أهم ما يمكن أن نتفق عليه هو أن السعادة تستحق السعي. ربما تكون البداية هي أن نبحث عنها داخل أنفسنا، ثم نترك أبوابنا مفتوحة لاستقبال أي مصادفة سعيدة قد تحملها الحياة لنا.

عن المؤلف