خذلان الحياة

Img 20241125 Wa0124

كتبت: زينب إبراهيم 

 

قد يتعرض الإنسان لعقبة في حياته تؤثر عليه ويجعله ينعزل عن الآخرين، حتى أنه يصبح مضطرب في أفكاره وحديثه إن لم يكن واجم غالبية الوقت؛ بل إنه يفضل الجلوس مع الطبيعة والإنصات لصوت تراطم موجات البحر، فهي تذكره بذاته التي ترتطم السرائر بداخله ولا يستطيع تحديد ما يريده فعليًا؛ لذلك ينزوي على نفسه ويفضل الوحدة التي تتمكن من هلك أي امرئ مهما كانت قوته، ولكن المرء قد يرى تلك الحالة ليست انتحارية بعض الشيء أو ما شابه ولا يستطيع فعل ذلك؛ لأنه ستكون عليه مسؤولية جمة في محاسبته أمام رب العالمين، فهو يعرض عليه وتتم مسألته عن كل صغيرة ارتكبها في حياته وهو يرى إنها إعادة ترتيب لنفسه التي تبعثرت على يد خذلان الحياة قبل البشر؛ لذلك عليه التفكير مليًا قبل ارتكاب أي حماقة قد تودي بحياته التي يستطيع أن يصلح ما تم إفساده من قبل النوب وأعسانها، ولكن قد يستطاع النجاة من صياح ضميره الذي لا يكف عن تأنيبه في كل خطوة بجعل القادم هدنة من كل شيء يؤرقه أو ينصاع لامر اللعين الذي يوسوس له بأن كل شيء انتهى وفات الأوان؛ لأن هذا ما يتسلح به في وحشة الإنسان، لكنه لا يمكنه قهر من يسوغ عن نفسه بسلاح الأنس بالله عز وجل؛ فهو يلوذ بذاته إليه حتى يرتق ما قد أفسد فيها، حتى يعود مجددًا وهو يضمر النقاء والصفاء فيه ولا يستطيع أحد أن ييأسه أو يهلكه تارة أخرى يعلم أن الماء والخضراء التي سيلتحق بهما قادرين على جعله أفضل بكثير من مجالسة أحدًا لا يعرف متى سيمد يده بالسكين ليطعنه بخنجر الخذلان؟

عن المؤلف