20 فبراير، 2025

حوار خاص وفريد من نوعه لمجلة إيفرست مع بتاع الرعب الكاتب محمد عصمت

 

 

كتبت: ندا ثروت

بعض الاشخاص عندما نتكلم عنهم في بادئ الامر نقوم بتعريفهم لكن حينما نذكر كاتبنا العظيم محمد عصمت “بتاع الرعب” فإن لقبه كفيل أن يخبرنا من هو؟!
فهو كاتب في الثلاثينيات من عمره صارع الحياة بألوانها وتحدياتها المختلفة حتى إستطاع أن يقتحم خيال كل من يقرأ إليه ويحتل تفكيره برواياته ليغوص به في بحر من الخوف في بداية رواياته ولا يتمكن القارئ من الوصول إلى بر الأمان والشعور بالإطمئنان إلا حين أن ينتهي منها
وقد جاء حوارنا معه بشئ من الإفادة لنا لنكشف لقُرائنا بعض من الأسرار الغامضة التي لا يعرفونها عن الكاتب الرائع “بتاع الرعب” محمد عصمت

_ بدايةً من هو الكاتب محمد عصمت؟
محمد عصمت عبد الحميد، كاتِب، ومُترجِم في الرعب والماورائيات، من مواليد مُحافظة دمياط، مواليد شهر أغسطس عام ١٩٨٨، حاصِل على بكالوريوس تجارة من جامعة المنصورة، شُعبة المُحاسبة وإدارة الأعمال بتقدير جيد.
بدأت كتابة بشكل جاد سنة ٢٠١٣ برواية “الممسوس” اللي صدرِت عن دار “ن”، حقّقت الرواية نجاحًا ملحوظًا دفعني لاستكمال طريقي الروائي وصولًا لـ ٢٠ إصدار إلى الآن.
سنة ٢٠١٦ قرّرت البدء في ترجمة مقال يومي على الفيس بوك، والمقالات كانت تتنوَّع بين القصص الحقيقية، الأساطير الحضرية، قصص الأفلام، الألغاز المُخيفة، وحكايات الأرواح والأشباح، وجذب المحتوى العديد من المُتابعين إلى أن وصل عدد المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي المُختلفة ما يقترب من نصف مليون مُتابِع.
بعدها قرّرت البدء في نوع آخر من تقديم المحتوى وهو الڤيديوهات، وبدأت بكتابة وتقديم برنامج (بتاع الرعب) وبودكاست (Top Six( على قناة يوتيوب بعنوان (القناة التانية) والتي تخطّت نسب مشاهداتها المليون مُشاهدة.
كتبت مسلسل إذاعي من 30 حلقة بعنوان (لغز مفتوح) من بطولة بيومي فؤاد، نضال الشافعي، وكريم الحسيني.
شاركت في كتابة فيلم (The Key) من بطولة وإخراج أيمن الرفاعي.
كتبت مسرحية التعويذة الخاطئة التي تم عرضها ٣ مرات على ٣ مسارح مختلفين وكانت من إخراج الفنان/ أحمد الجارحي
كتبت مسلسل صوتي خاص لأبلكيشن storytel
ترجمت 3 مسلسلات صوتية لنفس الأبلكيشن
كتبت قصة قصيرة ضمن مشروع الرعب في العالم وتم ترجمتها لـ 8 لغات لتكون أكثر قصة تم ترجمتها لعدد لغات في الأبلكيشن
صاحب بودكاست (قشعريرة) الموجود على أبلكيشن (podU) والذي دخل قوائم الأكثر استماعًا منذ يومه الأول.

_وكيف كانت مسيرتك الأدبية ؟
في الحقيقة أنا أعتقِد أنني واحِد من المحظوظين في مجال النشر، لأن الله رزقني منذ اليوم الأول بدار نشر تُدعى دار ن، وناشِر أعتبره أبي الروحي اسمه أ/ حسام حسين، والحقيقة أن أ/ حسام دعمني منذ اليوم الأول وشجعني على الاستمرار ووفَّر لي كُل الدعم الذي احتجته في جميع الأصعدة، والرجل – والحق يُقال – يوفِّر دعمه بكُل ما أوتي من قوة لكُل كُتابه دون تمييز، أنا شخصيًا دخلت دار ن ولا أحد يعرفني سوى أسرتي، رغم هذا رأيت منه اهتمام ونصيحة ودعم لم أكُن أحلم بهم.
ففي الحقيقة أعتبر نفسي محظوظ للغاية أن ناشري هو أ/ حسام، وأن بيتي هو دار ن.
نشرت حتى الآن ٢٠ عمل بين الكتابة والترجمة، بداية من رواية الممسوس، ووصولًا إلى عملي الأخير أقسى من الموت.

_ما هي أحب أعمالك إلى قلبك ؟
كُلهم أولادي وكلهم قريبين من قلبي.
وفي الحقيقة لكُل منهم معزّة خاصة في قلبي، لا أستطيع تمييز واحدة على أخرى، لكن بالطبع تحتل روايات «ذاتوي» و«النيدلان» مكانة كبرى في قلبي، وخلفهما العمل الجديد الذي أكتبه في الوقت الحالي.

 

_ماهي أهم المعوقات التي يصطدم بها الكتاب الشباب؟
أعتقِد أن أهم المعوقات التي تقف في طريق الكُتاب الشباب في الوقت الحالي هو سقوطهم في فخ التكرار وفخ الاستسهال، فالعديدين منهم يناقشون نفس القضايا بطُرق مُختلِفة، على الرغم من أن نسبة كبيرة منهم لديهم من الأدوات ومن القدرة ما هو كفيل بوضعه على قمة الهرم بكُل سهولة.
لذلك نصيحتي لهم هو أن يقرأوا كثيرًا، وخصوصًا الأعمال الجديدة كي يهربوا من فخ تكرار الأفكار والمُعالجات.
التفكير خارِج الصندوق في محاولة لجذب القارئ للعمل بطريقة جديدة ومُبتكرة.
البحث عن قضايا جديدة داخِل القضايا القديمة ومعالجتها بطُرق جديدة.
احترام عقلية القارئ لأنه حجر الأساس في الموضوع برمته.

_كيف حققت نجاحًا بظهورك على مواقع التواصل؟
على عكس الكثيرين، بدأت أولًا عن طريق الكُتب الورقية سنة ٢٠١٣، حيث صَدر لي رواية الممسوس، وحقَّقت نجاحًا لم أكُن لأحلم به حتى في أكثر أحلامي تفاؤلًا، تبعها رواية التعويذة الخاطئة والتي كانت (أول رواية رعب ساخِر) وحقَّقت نجاحًا هائلًا، وتحوَّلت إلى مسرحية وكانت في طريقها لتتحوَّل إلى فيلمًا سينمائيًا، لكن لم يكتمِل المشروع للأسف وبعدهم رواية ذاتوي التي وصلت حتى الآن لطبعتها الـ (٤٨).
وبعد أن شعرت أنني أقِف على أرضٍ صلبةٍ، قرَّرت أن أجرِّب حظي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطبعًا اخترت تقديم نوع المحتوى الذي أحبه بشكل شخصي، وهو الرعب.
والحمد لله… لاقى الأمر قبولًا لدى شريحة عالية جدًا من القُرّاء ووصل عدد المُتابعين لحوالي نصف مليون مُتابع الحمد لله.

_هل الموهبة وحدها تكفي ليكون الكاتب ناجحًا؟ أم أن شخصية الكاتب والقالب الذي يضع نفسه فيه يلعب دورًا رئيسيًا في ذلك؟
من وجهة نظري… خمسون بالمائة على الموهبة، خمسون بالمائة على الشخصية والاجتهاد
فكم من موهوبين غير موجودين في المكانة التي يستحقونها بسبب التكاسُل أو غيره من الأمور، لذا لابُد من توافر العاملين في الكاتِب الناجح، فلا غنى عن الموهبة، لكنها لا تكفي بمُفردها أبدًا.

_من الشخص الذي تتخذه قدوةً لك في مجال الكتابة؟
تأثرت بالكثيرين سواء على مستوى الأدب المحلي أو العالمي، وكُل منهم ترك بداخلي بصمة تركت أثرها في روحي حتى الآن، من الأسماء التي تأثرت بها على المستوى المحلي: د/ أحمد خالد توفيق، أ/ يوسف إدريس، أ/ نجيب محفوظ، وأ/ يوسف عز الدين عيسى.
أما على المستوى العالمي: ستيفن كينج، كليف باركر، دين كونتز، مايكل كرايتون، تشارلي هيجسون، وجون جريشام.
أما على مستوى القراءة فأنا أقرأ كُل شيء وأي شيء تقريبًا، أنا عاشِق لكُل ما خُط على الورق من إبداع بغض النظر عن اسم الكاتِب.

_هل للكاتب محمد عصمت أي أنشطة أخرى؟
تفرَّغت على مدار السنوات الثلاثة الماضية للكتابة والترجمة، وتركت عملي السابِق (كُنت أعمل في مجال مُستحضرات التجميل). وأعمل الآن على عدة مشاريع بين الكتابة والترجمة أعتقِد أنهم سيمثلون مفاجآت للقُرَّاء.

_هل سيكون هناك قريبًا عمل يصلح ليكون مسلسلًا تليفزيونيًا أو فيلمًا؟
هناك تفاوض مع أكثر من جهة على كتابة أعمال سواء تليفزيونية أو سينمائية، لكن لم نصل لإتفاق نهائي بعد، لا أستطيع أن أقول الكثير من التفاصيل، لكن سأختصِّك بسرٍ صغيرِ… ليست كُل المشاريع مأخوذة عن الروايات، بل هناك أعمال بأفكار أصليّة مكتوبة للشاشة مُباشرةً… إن شاء الله سنسمع قريبًا أخبار لطيفة..
دعواتكم.

_هل جميع روايات محمد عصمت تسير على وتيرة واحدة وهي أدب الرُعب ولذلك لُقب “بتاع الرُعب” أم أن بعض رواياته تتخذ شكلًا ومضمونًا مُختلفًا؟
جميع أعمالي تقع داخِل نطاق أدب الرعب فعلًا، لكن لا تسير على وتيرة واحدة أبدًا
ففي حين أن “الممسوس” كانت في أدب الرعب (المعوي)، أتت “التعويذة” الخاطئة في أدب الرعب (الساخِر) وتلتهما “ذاتوي” التي تنتمي لأدب الرعب (النفسي).
وانتهاءً “بوهّاب الشروق” التي تنتمي لأدب الرعب (العلمي) وأقسى من الموت التي تدور أحداثها داخِل نطاق أدب رعب (العالم الآخر).
ولكن نوع من هؤلاء قواعِد وأسس مُختلِفة تمامًا عن بقية الأنواع، لكنهم في النهاية تحت مظلّة أدب الرعب، وبالتالي كُل الأعمال لها شكل ومضمون مُختلِف عن بعضها البعض.

_ما هي تلك النصيحة التي ترغب في توجيهها للشباب؟
هناك العديد من النصائِح التي أرغَب في لفت نظر الكُتَّاب الشباب لها، وأهمها هو:
ليس كُل ما يُكتَب يُنشَر… هناك الكثير مما نكتب لا يصلُح للنشر، حدِّد جودة نصَّك، وحتى لو لم يُنشَر، فقد كان تدريبًا لك.
اهتم بالنقد… لا يوجد كاتِب لا يتعرَّض للنقد، لكن عليك أن تكون ذكيًا، تقبَّل النقد، استفِد من نقاط ضعفك التي يلفِت القُرَّاء نظرك لها وعالِجها، استمع للنقد كي تستطيع التطوير من نفسك.
إياك والغرور… لا تتعالى على القُرَّاء، وتذكَّر دائمًا أن لهم الفضل – بعد الله سُبحانه وتعالى – في وصولك إلى ما أنت فيه، ولا يوجد كاتِب دون قُرَّاء.
اقرأ… انتشرت في الآونة الأخيرة موضة بين القليل من الكُتَّاب الذي يتباهون بأنهم لا يقرأون، هذا ليس تصرُّفًا صحيحًا، اقرأ لأن القراءة هي ما ستُنمي مهاراتك الأدبية، وهي ما ستصقل موهبتك.
تعلَّم… نحن نتعلَّم طالما على قيد الحياة، لا يوجد شخص كبير على أن يتعلَّم، استمر في التعلُّم طالما هذا مُمكِنًا.

وفي نهاية حوارنا أشكر كاتبنا العظيم محمد عصمت على اقتطاع جزءًا من وقته في الإجابة عن كل ما قدمنا له من أسئلة في حوارنا معه دون كللٍ أو ملل.

عن المؤلف

Exit mobile version

Please allow ads on our site

Looks like you're using an ad blocker. Please support us by disabling these ad blocker.