مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

رواية أميرة الصمت الحزين – الكاتبة إيمان يوسف أحمد

روايه اميره الصمت الحزين
من صفحه ٢١ الي ٣٠
الكاتبه إيمان يوسف احمد


الصفحة 21
وصلت الأخبار إلى سليم بسرعة.
خصومه اتصلوا به، يهددونه بما وصل إليهم.
صرخ في وجه رجاله: “هناك خائن بيننا!”
لكنه لم يتخيل أن الخائن يسكن بيته.
أما ليان فجلست في غرفتها، تستمع لصراخه من بعيد.
ابتسمت لأول مرة بارتياح، كأنها تسمع موسيقى سقوطه.
(21)


الصفحة 22
حاول سليم أن يسيطر على الموقف.
لكن كل خيوط اللعبة كانت تتفلت من يده.
بدأ يفقد أعصابه، يضرب الخدم ويكسر الأثاث.
ليان وقفت أمامه ببرود وقالت:
“العروش التي تبنى على الدماء… تنهار بدمعة واحدة.”
نظر إليها بذهول، لكنه لم يجرؤ على الرد.
(22)


الصفحة 23
في الليل، جاءه اتصال يهدده بكشف أسراره.
خرج مسرعًا، والعرق يتصبب من جبينه.
ليان راقبته من النافذة، وهي تبتسم بخبث.
قالت في سرها: “الذئاب تتشمم رائحة الدم… وأنت غارق فيه.”
ثم عادت لغرفتها، تكتب كأنها تؤرخ نهاية وحش.
(23)


الصفحة 24
سلمى بدأت تخاف من تصرفات ليان.
قالت لها: “انتقامك يلتهمك… أنا أخشى أن أفقدك.”
ليان أجابت ببرود:
“لقد فقدت نفسي يوم فقدت آدم… وما ترينه الآن مجرد بقايا تحترق.”
كانت كلماتها قاسية، لكنها الحقيقة التي تسكن قلبها.
(24)


الصفحة 25
سليم اكتشف أن أوراقه سُرقت.
فتش غرفتها، قلب كل شيء.
لكنه لم يجد سوى دفترها الأسود على الطاولة.
فتحه بفضول، فوجد كلمتها الأولى مكتوبة بخط بارز:
“هذا الدفتر شاهد موتك.”
ارتجف، وأغلقه بعنف، لكن الكلمة بقيت تنزف داخله.
(25)


الصفحة 26
حاول أن يواجهها.
قال لها غاضبًا: “تلعبين بالنار يا ليان!”
اقتربت منه بخطوات ثابتة، وقالت:
“أنا النار يا أبي… وأنت من أشعلني.”
تجمد مكانه، لأول مرة يشعر أنه أمام غريبة لا يعرفها.
كانت ابنته تتحول إلى عاصفة أمام عينيه.
(26)


الصفحة 27
كمال أعطاها تسجيلات تثبت خيانة أبيها لرجاله.
قال لها: “بهذه التسجيلات، لن يجد مكانًا يختبئ فيه.”
احتفظت بها ككنز، لكنها تعلم أن الثمن سيكون دمويًا.
كتبت في دفترها:
“كل دليل أجمعه… مسمار جديد في نعشه.”
وأقسمت أن لا تتراجع مهما حدث.
(27)


الصفحة 28
سليم قرر أن يزوجها بالقوة.
جمع رجالًا، وأعلن أن زفافها قريب.
لكن ليان لم ترتجف.
قالت لنفسها: “سأجعل عرسي جنازتك.”
ابتسمت، رغم أن قلبها ينزف حزنًا.
فكل فرح بالنسبة لها صار موتًا في ثوب جديد.
(28)


الصفحة 29
سلمى بكت وهي تمسك بيدها: “لا تدمري نفسك يا ليان.”
لكن ليان نظرت إليها بعينين ميتتين وقالت:
“أنا لم أعد أعيش يا سلمى… أنا فقط أقاتل.”
ثم ضمتها بقوة، كأنها تودع آخر إنسانة تحبها.
(29)


الصفحة 30
في تلك الليلة، وقفت ليان أمام المرآة.
ارتدت ثوبًا أسود، كأنها تتهيأ لعرس من نوع آخر.
همست لنفسها: “سأكون العروس التي تحمل الموت في كفها.”
كتبت آخر جملة في دفترها:
“حين يظن الجميع أنني ضحية… سأكون القاتل الذي لم يتوقعه أحد.”
وابتسمت ابتسامة دامية.
(30)