كتبت: دينا البديوي
في مدينة البؤس؛ حيث أقيم مع مجموعة من البؤساء الآخرين، احتلني اليأس كاحتلال المستعمر للبلاد، كبرتُ فجأة ووجدتُ نفسي هائمًا في هذا العالم الفسيح بمفردي، حالي كحال جميع المحتلين من أشياء لم يستطيعوا التغلب عليها؛ فغلبتهم، أي مثلكم تمامًا، ذو تفكيرٍ مشوش، وذكريات مؤلمة، وبعض الحنين لأشياء غادرتنا ولن تعد، أعتذر إن شبهتكم بأشياء ليست بكم؛ فإن صدقتُ القول لا أحد يشبهني، قد أبدو لكم مجرد يائس، ضعيف؛ لكني لم استسلم يومًا لجميع محاولاتي التي باءت بالفشل، لم أتعحب منذُ زمن من بشاعة ودناءة البشر، و لم أسقم أبدًا كوني وحيدًا، ما أوصلني حقًا لهذا الحال وهو أنني وجدتُ نفسي أُحاربنى؛ أُهاجمني حين أخطئ، وأُذكرني بما مضى حين أبتسم، أبشع ما فعله بي هذا العالم لم يكن أبدًا في جعلي وحيدًا وسط ذئاب بشريّة، و إنما في تشتتي ما بين طفلٍ مشاغب يريد أن تحكي له والدته قصة كي ينام قرير العين، و رجلًا صَلْد قابع خلف قناعه الزائف، منغمس في أفكاره، لا يبالي سوى بذاته.
المزيد من الأخبار
سفينة النجاة
ألا تشكر الله
الله المعين