حتى الخبز المعفن بناكلو : سياسة التجويع وآثارها الإنسانية الكارثية

Img 20250428 Wa0202

كتب: علي فيصل شعت 

 

28/4/2025

 

 

يواجه سكان قطاع غزه كارثة إنسانية تتفاقم بسبب سياسة التجويع الممنهجة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي. فمنذ تصاعد وتيرة العمليات العسكرية، ازدادت القيود على دخول المساعدات الإنسانية بشكل حاد، ما أدى إلى نقص كارثي في الغذاء والدواء والوقود، ودفع القطاع إلى حافة المجاعة.

 

منذ أكثر من سنه و نصف فرض الاحتلال حصارًا مطبقًا على قطاع غزة، مانعاً دخول الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الطبية. وقد وثقت تقارير صادرة عن منظمات دولية وحقوقية أن قوات الاحتلال تعيق عمدًا وصول المساعدات، وتقوم بتدمير الأراضي الزراعية ومصادر الغذاء المحلية، ما يجعل السكان يعتمدون كليًا على المساعدات الخارجية التي تُمنع أو تُقيّد بشدة.

 

 

و قد أدى الحصار المشدد إلى تفاقم هشاشة الأسواق في غزة، وارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية وصل في بعض الأحيان إلى 1400% مقارنة بأسعار ما قبل الحرب . كما يشكو السكان من نقص حاد في السلع الأساسية، ما يجعل الحصول على أبسط مقومات الحياة أمرًا في غاية الصعوبة.

 

وقد نشر احد الشباب مقطع فيديو يقول فيه : احنا ما بنرفي الخبز المعفن ، بنّقعو بمي و ملح و بناكلو . و هي شهاده من شهادات كثيره تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد على ان الجوع قد يصبح سيد الموقف هنا

 

و قدتركت سياسة التجويع آثارًا مدمرة على جميع سكان قطاع غزة، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى. وتشمل هذه الآثار:

 

انتشار سوء التغذية الحاد: يعاني الآلاف، لا سيما الأطفال، من سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة كضعف النمو والإعاقة الذهنية وضعف المناعة. وقد أعلنت منظمات صحية عن وفاة عشرات الأطفال جراء سوء التغذية والجفاف.

 

تدهور الأوضاع الصحية: يؤدي نقص الغذاء والمياه النظيفة والأدوية إلى انتشار الأمراض المعدية وتدهور الحالة الصحية للمرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى رعاية مستمرة.

 

مجاعة وشيكة: تحذر العديد من المنظمات الدولية من أن قطاع غزة على شفا مجاعة شاملة، حيث يعاني غالبية السكان من جوع شديد وفقدان للوزن بشكل ملحوظ.

 

آثار طويلة الأمد: حتى في حال توقف سياسة التجويع، فإن آثارها ستكون طويلة الأمد على صحة وقدرة السكان على التعافي، خاصة الأطفال الذين سيعانون من مشاكل صحية ونمائية مزمنة.

 

 

و تتصاعد الأصوات الدولية المطالبة بالوقف الفوري لسياسة التجويع والسماح بدخول المساعدات الإنسانية كاملة ودون عوائق إلى قطاع غزة. وتؤكد العديد من المنظمات الحقوقية أن استخدام التجويع كسلاح حرب يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

 

 

وقد طالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته والضغط على إسرائيل لوقف سياستها اللاإنسانية وفتح المعابر لإدخال المساعدات الضرورية لإنقاذ حياة المدنيين في قطاع غزة. وتؤكد على أن استمرار هذا الوضع وصمة عار على جبين الإنسانية.

عن المؤلف