15 أكتوبر، 2024

حركة نهضة فكرية شبابية تشهدها سوريا

 

كتبت: قمر الخطيب

_تحت رعاية الدكتور فائق شدود أقام الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في حمص أمسية شعرية بعنوان “وحي قلم” في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة البعث وذلك بمشاركة الطلبة ( ريناز جحواني – محمد نور الأحمد – حذيفة العزو – أحمد العمر – براءة السلومي – آيات الدريعي – آلاء الجزار )
وحضر الأمسية :
الدكتورة نغم عثمان نائب العميد للشؤون الإدارية والطلاب
والدكتور علي صقر نائب العميد للشؤون العلمية
وأعضاء قيادة فرع اتحاد الطلبة بالجامعة
والسادة أعضاء الهيئة التعليمية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية
وحشد كبير من الطلبة…

مَنْ قالَ أنَّ الحربَ تُهلِكُ أهلَهَا..؟
قدْ تُنقذُ الحربُ النِّيامَ إذَا صَحُوا

كَمْ يُوقظُ الأحلامَ خوفُ سُباتِها
حتّى كأنَّ اللَّيلَ مِنها مُصبحُ..

نحنُ الّذين ولوْ وأدْتَ رفاتَنَا
تجدُ الرّفاةَ غدتْ نخيلاً ينضحُ

هكذا ابتدأتْ الشابة ريناز جحواني كلامها إذ سألتُها مشدوهة ومتعجبة من وقع الخبر “ألا زال في سوريا رغم العشر العجاف من يُحيي الأدب ويتغنى به”
(ريناز جحواني كاتبة وشاعرة ورسامة سورية من بلد خالد ابن الوليد حمص ذات الإبداع الغير متناهي؛ حيث لا يستطيع القارئ أن يقاوم ما تكتبه يداها وينتقيه احساسها، فيكمل ببحور شعرها دون الالتفات للوراء؛ فقط يرى ويلتمس ما بين السطور والأبيات.)

*نعم..لا أخفيكِ أنّا لولا مواجعنا ما كتبنا، إذ تولّد الأدب فينا كنزعةِ تمرّد تجاهَ ما عشناه..

_في ظل ما شهدت وتشهد سوريا ما الجديد في علم الأدب والثقافة؟

*سوريا -وبالآونة الأخيرة- تشهد الكثير من التّجمعات الشّبابية والفِرقِ الأدبيّة التي تُعنى بالأدبِ خصوصاً وباقي الفنونِ عموماً.. حركةُ نهضةٍ روّادُها ما سُمّي “بجيل الأزمة”.. فكان لبنتِ الوليد -حِمصَ- نصيبٌ وافرٌ من الشّبابِ المبدع..

 

_اللّافتُ أنّ الأمسية شهدتْ إحياءً لأدبِ النّقائض والمعارضاتِ الشِّعريّة .. متمثّلا بالشّابة ريناز جحواني برفقة زميلها محمد نور الأحمد.. وشكّلَا تيّاراً جديداً يجمعُ بين طهرِ عذرةَ وجنونِ قبّاني إذ أعادوا بذلك للألفاظِ جاهليّتَها وللشّعرِ عذوبتَه.. مزيجٌ معتّقٌ كان نتاجُه في زماننا.

_هل لكِ أن تشرحي لنا ما هي المعارضات الشعرية؟

*تُعرّف المعارضة لغةً على عدة أوجه، فيُقال عارض الشخص بالمسير أي سار، ومشى حياله، ويقال عارض الكتاب بالكتاب أي قابله، وعارض الشخص بمثل ما صنع أي أتى بمثل ما فعل.
أمّا اصطلاحاً فقد تم تعريف شعر المعارضات بأنّه نظم شعرٍ موافق لشعرٍ آخر في موضوع معين، حيث الشاعر الآخر في نظم الأول وقافيته، وبحره، وموضوعه 7التزاماً تاماً يحرص فيه الشاعر على مضاهاة الشاعر المعَارَض في شعره إن لم يتفوق عليه، وقد يلجأ الشاعر إلى هذا النوع من الشعر عندما يرى في شعر غيره من الشعراء ما يمتاز به من فصاحة وسبكا وصياغة..


_وتابعت ريناز وصفها لمجريات الأمسية :
وما ميّز هذه الأمسية عن غيرها -بالإضافة إلى ذاك- أنّ أغلب ماقُدّم فيها كانَ مرتكزاّ على قصصٍ حقيقيةٍ عاشَها وشهدَها راويها وقاصُّها..
ولا يسعنا إلّا أن نذكرَ الشّاب حذيفة العزو من تبعَ الأوائلَ وبَلغَ من قَدرِهم ما لم يكنْ هيّنا.. حيثُ اقتصَّ لنا من الخنساءِ نصيباً وافراً من الشّعر إذْ يرثي فقيده وللفقد درجات وأعظمها فقد المرء والده..
والأجدر بي استحضار ما قاله الشّاب محمد نور الأحمد: لطالما كان الأدبُ نتاجاً لا حيادَ عنهُ فالجنسُ البشريّ بطبعهِ مادةٌ تُخلّد وتأبى أن تطمسَ معالمها ..

ربما وبعد أن كان ما كان في سوريا كان ولا بد للجيل الشاب المبدع أن يفتعل ثورة في الأدب ليحييه من جديد.

 

عن المؤلف