كتبت: هاجر حسن
يختلف القلب في استقبال الزائرين، فهناك زائرٌ يبهج القلب، ونفس الزائر قد يُثقل القلب لآخرين.لكن هناك زائرًا تتوحد على محبته قلوب الأرض.
فهو زائرٌ، إذ لاقيناه، نبض قلبُنا بالحياةِ والسرور. زائرٌ يمحو ظلامَ أيامِنا، ويشفي أرواحَنا المتعبةَ من عناءِ الطريق.
زائرٌ خفيفُ الظل، لا تطولُ زيارتهُ رغم إلحاحِنا عليه بالبقاء، كريمٌ كالبحر الذي لا ينضب، يمنحُ ولا يأخذ، يعمُّ خيرُهُ فيغمرُ الأرواح طُهرًا وسكينة.
هلالُهُ مبتسمٌ ابتسامةً تذوبُ لها القلوب شوقًا، فتفتحُ له الأبوابُ والنوافذ، وتستقبلهُ العيونُ بلهفةِ مُحبٍ مشتاقٍ، منتظرٍ لقائهُ السرمدي.
يحيطُك بهالةٍ من الأمان، فتنسى معهُ كلَّ خوفٍ، كلَّ قلقٍ، كلَّ كابوسٍ، تنعمُ براحةٍ لم يذقها قلبُك من قبل، فتُغمضُ عينيك كأنكَ نائمٌ على سحابةٍ بيضاءَ من مزنٍ ناعمة.
صيامٌ عن المنكرات، فلا غيبةَ، لا نميمةَ، لا ذنوبَ تجري كمجرى الدم، لا هجرَ للقرآن، ولا نومٌ عن سَحرِ الفجر، فقط أصواتُ التواشيحِ والقرآنِ تملأ أذنيك بسلامها العذب.
طاقةٌ سحريةٌ تمنحُ القلب خفةً على الذكر، وقوةً في الصلاةِ، وخشوعًا في القيامِ، وقربًا من اللهِ، وكأنك في جنةٍ تحفُّها الملائكةُ، حيث لا تصيبُك سهامُ الشيطان.
إنه الزائرُ الأحبُّ إلى القلوب، والموجعُ عند الرحيل، إنه الطمأنينةُ والأمان، شهرُ الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ من النيران.
رمضان، الزائر الأحب، فطوبى لمن أحسن استقباله وناب بركته، وويلٌ لمن غفل عنه فضاع منه الخير الكثير، فالفارق بينهما شاسع، كالفارق بين الجنة والنار.
فهيا لنفتح أبوابَنا لهلالِ رمضان، ونستقبل نوره بقلوب عامرة بالإيمان، ونطهرَ أرواحنا من الذنوب التي عكرت صفاءها وأثقلتها بالظلام.
المزيد من الأخبار
لقاء غير متوقع
جروح
التعلق المرضي وتأثيراته