حوار: ندا ثروت
كاتبة مبدعة عاشت طفولتها مبعثرة، بين هويتها العربية وجذورها الفلسطينية وملامحها الغربية، لها العديد من الروايات، معنا اليوم في رحاب مجلة إيفرست “هيلانة الشيخ” تتحدث عن نفسها وعن بعض الأسرار الخاصة بها.
_حدثينا عن نفسك من هي هيلانة الشيخ؟
أنا أمٌّ لسبعةٍ مهما كبروا هم أطفال، وجدّة تعشق اللعب مع أحفادها، وابنة لأمٍّ تعتبرني سندها الوحيد بعد الله. أنا إنسانة عاشت طفولة مبعثرة بين هويتها العربية وجذورها الفلسطينية وملامحها الغربية، تحمل عار الكتابة وأوزارها وتقاوم بعض بُؤسِ الحياة، ابتدعت “هيلانة” المرأة الصلبة المتمردة الثائرة المشاغبة نقيضًا لهيلانة الإنسانة المستسلمة الراضخة الخجولة لأخرج من كوّة حفرتها بيدي إلى عالم كالفقاعة يسمح للواقع أن يتمدد، أن يتجدد، أن أعبر منه إلى خيال من دون حواجزٍ قيّدتي أربعين عامٍ حتى أذابت وجودي.
_لكل شخص بداية فكيف بدأتي مسيرتك الأدبية؟
مذ كتبت أول خاطرةٍ على كراستي في الصف الثاني الإعدادي! وتوالت القصص القصيرة ومراسلات وهمية حتى تحولت إلى واقع ومواقع.
بدءًا بمقالات خاصة للإقتصادية السعودية كوني خريجة؛ دعوة وإعلام.
حتى تمركز جهدي على كتابة الروايات.
مسيرة قصيرة زمنيًا من عام ٢٠١٥ إلى اليوم وأنا لازلت أحبو فيها على لغةٍ تحاول الوقوف على ساعديها.
_هل واجهتي صعوبات في بداية مشوارك الأدبي؟
واجهت صعوبتين؛ صعوبة مجتمع قَبليٍّ عربيٍّ يعتبر الشقراء نشازًا، والمتبرجة ساقطة، والغرباء تتِمة عددٍ.
وصعوبة الخروج من قوقعة الأنا التي يتوهم أغلبنا أنه خرج منها على الرغم من وجوده داخلها!
_هل الموهبة وحدها تكفي ليكون الكاتب ناجحًا؟ أم أن شخصية الكاتب والقالب الذي يضع نفسه فيه يلعب دورًا رئيسيًا في ذلك؟
النجاح عارض نسبيٌّ مؤقت! لا يمكن قياسه على معيارٍ محدد، الموهبة أوّل الطريق، والخبرة آخره.
القوالب كالنعش، لابد من كسرها، والقراءة هي قوت المعركة.
_شخص تتخذينة قدوة في مجال الكتابة؟
لا شخص بعينه. الاقتداء كلمة ضيقة محدودة المعنى، الصواب أننا نتأثر أو نتعلم، فمن كل خَلقٍ إبداعي جميل نقطف درسًا وكذلك من الخَلق القبيح المشوّه نتعلّم دروسًا محوها أكثر صعوبةً.
فعندما قرأت لفرجينيا وولف شعرت أنّها تشبهني، فأبحرت داخل كلماتها حتى وجدت ماركيزيًا يتخلّق داخلي، وما زلت بين كل كتابٍ أبحث عن بعضي فيه، لا لأقتدي، بل لأجد الجزء المفقود منّي.
_حدثينا عن أعمالك وما هي أحبها إلى قلبك؟
لديّ ست روايات: “تبسمت جهنم” و “تمّوز والكرزة”، ثم “فما بكت عليهم الأرض” وهي الأقرب إلى قلبي.
“البوكر” ثم رواية امرأة “أمسكت في ذات الفعل” ورواية “بماذا أخبر الله” الصادرتان عن منشورات إبييدي.
_هل ستشاركين المعرض القادم بعمل جديد؟
سأشارك بعمل جديد، حاليًا قيد الطبع مع منشورات إبييدي إن لم يجدّ جديد.
_هل ترين أن المرأة تستطيع أن تغلب بقلمها قلم الرجال؟ وهل من الممكن أن نرى في جيلنا الجديد من تستطيع أن تُسطر اسمها في تاريخ الأدب الحديث؟
غلبت المرأة الرجل وانتهى زمن عنترة وامرؤ القيس، تسطير الاسم ليس مرهونًا بالمرأة أو الرجل، هو رهن اللحظة التي تضعكِ في السطر الأول أو الأخير أو بين السطور.
_لكل كاتب رسالة فما هي رسالة هيلانة الشيخ الأولى؟
لا أؤمن بفكرة الرسائل؛ فزمن النبوة انتهى، وما نحن عليه اليوم محض فوضى وعشوائيات، ما بين نباحٍ – وعذرًا على الوقاحة – وما بين عواء ونقيق يخرج صوتًا يشبه الرصاص وآخر يشبه الرعد. جميعنا أصوات مهما أطربت القارئ لابد أن تُحدث نشازًا على مسافة ما!
وأكذب إن قلت: أنني أحمل قضية فلسطين أو قضية الجوع والفقر واللجوء، فهذه القضايا هي من تحملنا على عاتقها وتصنع منّا أقلامًا وتحرك ركودنا وتنبش فينا لعلّها تُخرج قلمًا يستحق القراءة.
_هل تكتبين بلون واحد ام تختلف كتاباتك عن بعضها؟
تختلف ولا تختلف! فجميع ما أكتبه يشبهني ولا يشبهني، بعضها قاسٍ سوداوي وبعضها فاجر وبعضها أنثوي بامتياز… أتدرج من لون إلى لون كفصول السنة. الثابت الوحيد فيها اللغة، وإن احتدّت قليلًا تعود إلى لكنتها الفلسطينية القروية.
_ماهي النصيحة التي ترغبين في توجييها للكتاب الشباب؟
بما أنّي تجاوزت مرحلة لا بأس بها، سأسمح لنفسي بهذه الكلمات:
أطلقوا العنان لأقلامكم، دعوها تحلم وتعشق وتبكي وتتألم وتنازع وتقتل وتقاتل وترتكب المعاصي ولا تحاصروها بالعقاب بالنقاب، الكتابة تحرر من كل المُسلمات ومحاكاة للروح المجردة. الكتابة نزفٌ وابتداع وليست حلقة منغلقة على فئة، الكتابة تطرّف غريزي وتمرّد أيدلوجي على الفكرة.
_مارأيك في مجلة إيفرست الأدبية؟
قرأت من خلالها الكثير من الجمال لأسماءٍ منتقاه؛ لذا أسعدني كثيرًا أن أكون ضمن لائحة حوارات هذه المجلة المميزة.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية