قصة عجوز

Img 20250214 Wa0067

 

بقلم/شروق أشرف 

 

في يوم من الأيام وبينما أداعب إحدي القطط التي تلتصق بقدمي اقتربت مني عجوز فعل الزمن بوجهها الأفاعيل وقالت دون مقدمات: سأسألك سؤال يا جميلة وأعطيني جوابك غداً هنا في نفس المكان

 

طالعتها بتعجب من كلامها الغريب ولكنني أومأت برأسي موافقة فسألت: ما هي السعادة الحقيقية؟

 

ضيقت عيني باستعجاب من بساطة السؤال وكدت أن أجيب متناسية اتفاقها معي ولكنها رحلت مما دفعني للرحيل أنا الأخري وأنا أفكر في الإجابة، جافاني النوم طوال الليل ولم أدري ما السبب وأثناء أرقي فتحتُ التلفاز لعلني أشتت تفكيري قليلاً

 

جلست أطالع هذا البرنامج التوعوي بملل شديد وكدت أن أغير المحطة ولكنني توقفت مرغمة حينما انتبهت إلي السيدة العجوز الجالسة علي الأريكة والتي تشبه تلك العجوز التي قابلتها صباح اليوم، أعطيتها كامل انتباهي وهي تقول: السعادة الحقيقية هي أن تزور أبويك بعد الكبر خاصة حينما تعيش في بيت آخر مع زوجتك وأبناءك فلا تشعرهما بجحودك ولا يشعران بالوحدة

 

ابتسمت لهذه الإجابة والتي بالتأكيد ستلقي موافقة شديدة من العجوز التي بدأت استعد للقائها بالغد، انتبهت مرة أخرى لمذيع آخر وهو يعود من اللقاء ويقول: هذه كانت آخر أمنية للسيدة حليمة قبل وفاتها والتي جافاها أبناءها وانشغلوا بحياتهم عنها!، دق قلبي بخوف حقيقي وأنا أغلق التلفاز ثم استلقيت علي سريري استعداداً للغد

 

وها أنا أقف في نفس المكان منتظراة قدومها متطلعة إلي الطريق الذي رحلت منه بالأمس طال انتظاري حتي أتي الليل ولاحظ بعض الساكنين بقائي في مكاني طوال هذه المدة، أتت إلي سيدة تبدو في الأربيعات من عمرها ثم قالت ببعض الحذر: لا تقفي هنا أمام هذا البيت يا صغيرة لأنه مسكون فمنذ وفاة السيدة خلود وتظهر للمارة يقولون أنها تسألهم عن السعادة الحقيقية بالنهار وتبكي غياب أبنائها بالليل!

عن المؤلف