حوار: أماني شعبان
كما عودناكم دائمًا في مجلة أيفرست الأدبية وقمة حوارنا اليوم مع الكاتب المتألق “عبد الله محمد”
لنكتشف معًا إبداعه وموهبته الرئعة؛ لنجوب معًا بين أسطور كلماته البراقة أنه لشرف لي بإجراء هذا الحوار مع هذا الكاتب المُبدع، ونتمنى لهُ دوام الإبداع، والتقدم، ونتمنى لكم قرأه ممتعه كما عودناكم دائمًا.
• أخبرني من هو عبد الله محمد؟
عبدالله محمد شاعر وكاتب روائي، في العقد الثالث حاصل على بكالوريوس علوم قسم الجيولوجيا والكيمياء، جامعة الأزهر بالقاهرة، من مواليد مُحافظة الغربية.
• ما هي موهبتك، وهل لديك مواهب آخرى؟
شاعر وكاتب روائي.
أعمل مصمم للستائر والديكورات بجانب العمل كمعلم، الشعر والكتابة هما موهبتي التي أفتخر بها دائمًا وأسعى جاهدًا لتطويرها واستخدامها بشكل أفتخر به في ديني ودنياي.
•كيف اكتشفت موهبتك، ومن ساعدك على ظهورها؟
في بادئ الأمر كنت أحب محاكاة الشعراء على التلفاز وفي كتب الشعر حتى خرجت لي أول قصيدة في الصف الثالث الثانوي بعد ظهور نتيجتي والتي كانت ظلما بيّنا لي فكتبت عن معاناتي في هذا الأمر ونشرتها على صفحتي الشخصية في حينها لاقت استحسانا كبيرا لدى مَن كان يتابعني آن ذاك، ولكن لعدم دخولي في المجال فقد كانت كتاباتي محض كلمات لم تكن تدل على قوتي أو موهبتي فقد كانت ضعيفة وركيكة حتى شاركت في أحد المسابقات، لقد خسرت خسارة فادحة حقيقة ولكن تحدث معي الشاعر ” عبدالرازق الشريف ” وكان بمثابة معلم لي دلني على الطريق الصحيح حين أعجبه حسن استخدامي للكلمات، ومن هنا بدأت في البحث والتعلم لأطور هذه الموهبة بشكل أفضل وبفضل الله نجحت في العثور على الطريق وما زلت مستمرًا في السعي فيه.
• ما هي الأراء السلبية التي واجهتك في بداية ظهورك، وكيف تخطيتها؟
دخول أي مجال عن جهل وقلة خبرة يؤدي إلى سماع الكثير من الانتقادات سواء ممن لديهم العلم الكافي لقولها أو من يريدون التحدث فقط، كان لي عدد كبير من المتابعين على صفحتي الشخصية سابقًا وهذا ما قسمهم إلى أقسام أناس يعيبون في ما أكتب لمجرد الكلام فقط، وأناس كانت آرائهم السلبية دافعا لي لإصلاح أخطائي، كانت كتابتي في أول الأمر مليئة بالكسور في الوزن والمعاني الضعيفة، ولكن هناك من كان يقَومني على الاتيان بمعانٍ أفضل وفريق آخر ينصحني بالابتعاد عن الكتابة فلا ذرة موهبة فيما أكتب، لكن الداعمين لي كانوا أكثر وكانوا أهل علم فأظن أن تشجيعهم هو ما جعلني أثق في أني سأصل يومًا.
• ما هي صفات الكاتب الناجح، وهل تفضل صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارىء أكثر، وما البيئة المناسبة للكاتب؟
صفات الكاتب الناجح هو أن يكون متلقي جيد غير متكبر على العلم، باحث قبل أن يكون كاتب، الكاتب الناجح لا يتحقق بدون كونه قارئ جيد، على الكاتب أيضا ألّا يغتر بمتابعيه عليه الاهتمام بما يكتب قبل أن يهتم بمَن يقرأ فالنصوص الجيدة تخرج من قلمٍ مهتم بحروفه.
يفضل في الكاتب أن يكون قادرا على كتابة الكلمات العميقة والبسيطة، أن يكون قادرا على التلاعب بالحروف لتخدم إبداعه، لا يكتفي بقالب معين يقيده ويقيد قلمه، القارئ إذا انجذب للبساطة دائما قد يستغلها الكاتب استغلال سيئا؛ فتؤدي إلى تراجع الأعمال الأدبية وضعفها، وأيضا تقليل وعي وثقافة القارئ.
البيئة التي تناسب الكاتب هي البيئة التي يرى ويستقي منها التطور الدائم، وبالتالي هي ليست البيئة المزدحمة بالكُتاب، ولكنها ستكون البيئة المزدحمة بالكتب، ابتعاد الكاتب عن أترابه سبيل لاكتشاف نفسه وابتعاد عن المجاملات الزائفة لكسب الود وتفرغ أكثر لصقل القلم ومواهبه.
•في بداية الأمر نود أن نعرف ما سبب دخولك عالم الكتابة، وهل هي موهبة فطرية أم مكتسبة؟
دخولي عالم الكتابة لأني وجدت نفسي فيها، هي صديقتي بابتعاد الكل، ورفيقتي ف الحزن والفرح، أكتب لأشارك أوراقي أفكاري ولكم أحب ما أكتبه.
الكتابة موهبة فطرية والمحافظة عليها وتطويرها هي اكتساب، إن الموهبة في الكتابة هي القدرة على تطويع الكلمات والأساليب، ولكن تعلم أصول الكتابة وأساليبها أمر مهم للحفاظ على الموهبة وحسن تسييرها، وأقول دائما كم من موهوب لا يخدمه قلمه وكم من مجتهد رقصت على أوراقه الحروف.
•ما هي الأعمال التي شاركت فيها، وهل لديك أعمال خاصه بك؟
حقيقة لا أشارك في أعمال جماعية؛ فليس هدفا لي أن أخط اسمي في الوسط فقط وانما أريد أن اتفرد بما أكتبه فدائما أكتب لهدف.
من أعمالي رواية وردة سودا ولكنها سحبت من السوق وسيتم إعادة صياغتها ونزولها قريبا، بالإضافة إلى الجزء الثاني منها، وديواني ” ذكرى ديسمبر ” ، وكتابي الذي لم يتم اختيار اسمه بعد ولكنه سيناقش القضايا العقائدية في المجتمع سيتناول بعض المواضيع الشائكة وأظن أنه سيكون أهم أعمالي سيتم الإعلان عنه قريبا.
•هل للأسرة دور في هذا النجاح، وهل هناك شخص تريد أن تثنى عليه عبارات من الشكر؟
في الواقع والدي هو من يؤمن بما أكتب ويناقشني فيه دوما ولطالما قدم لي النصائح التي عملت على تطويري في الكتابة دوما، حتى أنه كان يأتي لي بقصائد لأعارضها في محاولة لتشجيعي على تقديم الأفضل دوما، وأشكر جميع من آمن بي ودلني على الطريق الصحيح، وعلموني أن علي الاهتمام بما أكتب أولا وأن أحب ما أكتب ولا أهتم حاليا بالبحث عن المتابعين لي قبل أن أكون محبا لكتابتي.
• هل يمكن أن تشارك متابعينك بشيء من قصائدك؟
“ذكرى ديسمبر ”
أحيانًا بنكون مش عارفين
العيب ف الشِتا أم ف قلوبنا
اللحظة الحِلوة اللي تدفِي
بتروح للكُل وبتسِيبنا
تقريبًا أبسَط شيء قولنَاه
إنّا تِعبنا… واهو مر الوقت
ياريت كل اللي روحنا معاه
يقول اشتَقت..
فإمتَى الصُدفة تِجمَعنا
وتِرجَع روحنا من تانِي
وإمتَى نعيش مع الذِكرَى
بدون ما نشوفهَا ونعانِي
حقيقي القَلب دا مِحتَاج
يلاقِي دَفاه ويتطَمِن
بيدعِي يدوم لُه حد لَطيف
وياخدُه ف حضن مِتأمِن
فيهرَب ليه مِن العالَم
ومِن بَرد الشِتا وقسَاه
مفيش إنسان يحِب الكُون
بدون ما يحِب قَلب معَاه
غَريبة الفُرقَة والمَسافَات
غَريبة الدنيا بِتجَمَع قُلوب رَغم اننَا فتَرات
بنوعِد بَعض هنكَمِل
وجَو البُعد مِش لينا
فنِبعِد رغم كُون الوَعد
بيمسِك دَمعة ف عنينَا
ما كنّا اتنين بنَفس الرُوح
ونَفس القَلب والأحوال
جَميل الشَكل يفضَل يوم
خفِيف الرُوح يعِيش ف البَال
فنِشكِي للنجوم حالنَا
سنِين الحزن كانو طُوال
في عِز الحب نِتفَرّق
ونتجَمّع عَلى الأطلال
ف ليه القُرب م الأوِل
وليه الذكرَى لثوانِي
تسيب الجَرح بيطَوِل
وليه القَلب مبينسَاش
تعبنَا من صُداع اللِيل
وم الذِكرَى اللي مبتِهدَاش
غريبَة الفَرحة ف عنِينَا
وأوِل ضِحكَة ف وشوش بَعض
وأوِل كِلمة بِتطَمِن وأوِل وَعد
سِهرنا كتير ونجُوم الليل أهِي بتِشهَد
على اللَحظَة اللي جَمعِتنَا
سَمينَا نجوم بأسَامينَا
دلوقتِ بتشكِي غُربِتنَا
وفضِلت أشكِي للسَما حالِي
وبقُول يا لِيل قَلبِي انفَطَر
لمّا السَما حسِت بحزنِي
بسرعَة رَدِت بالمَطر
أهي فُرصَة تتدارَى الدُموع فِيها
الدَمع دا أوجَاع كان صعب نِخفِيها
لكن ياريتنِي هِديت
قَلبي اللي كان بيمُوت
بيقُولِي انا حَنِيت
وان الفُراق قاسِي
لو حَد كان لَك بِيت
البُعد نار باردَة تِحرَق مَبتدَفِيش
والحزن مِستَني هو الوَحيد مَمشِيش
كل الحياة حِلوة لو كُنا مِش بنغِيب
والقَلب يفضَل دافِي لو كَان قُصادُه حبِيب
يخطَفنا م العالَم.. يقبَلنَا ب عيوبنَا
يحضُن جراح فينَا.. ونقُول مَعاه دوبنَا
لكن القُلوب فتَرات.. فبتمشِي وتسِيبنَا
“نتدَفَى كيف ف الشِتا.. والبَرد ف قلوبنَا”
- عبدالله محمد –
•_ما هي نظرتك عن مجلة إيڤرست الأدبية، وحوارنا الخاص؟
في الواقع فريق افريست انا على دراية به منذ زمن وأحب اجتهادهم في أمور الأدب والفن وغيره، كما أن القائمين عليها أناس لديهم طموح استثنائي، وأظن أنهم مستمرون في الوصول لشكل أرقى دوما، أتمنى لهم دوام التوفيق.
• وفي النهاية ما الشيء الذي تريد إيصاله لقُرائك والمتابعين، وما نصيحتك للكُتاب المستجدين؟
أنا أشكر متابعيني جدًا، فعلى الرغم من عدم تفاعلي الدائم على مواقع التواصل إلا أن هناك الكثير منهم ينتظرون ما أكتب، أشعر بالتقصير جدا في حقهم ولكنهم عائلتي ولا أنسى أبدًا وقوفهم بجانبي، كما أريد دوما أن أوصل لهم أني أحاول أن أكتب ما أحبه وما يمس قلوبهم أو يصف مشاعرهم، وأريد أن أقدم لهم ما يُسرون بقرائته ويزيدهم علما ووعيا وثقافة.
أما عن الكتاب المستجدين فأظن أن المشكلة التي يواجهونها هي التوجيه السيء فكما أرى هم مهتمون جدا بالوصول للجمهور قبل أن تكون أعمالهم بالقوة المطلوبة، يسارعون دوما في المشاركات في الكتب المجمعة ونشر الأعمال الخاصة بهم حتى لو كانت ضعيفة فقط لمجرد أن يكون اسمهم في السوق، وهذا للأسف ستكون له نتائج سلبية وليست إيجابية، فإن جذب الجمهور يلزمه قوة في العمل وليس اسما منتشر، ومن يصل بسهولة يسقط بسهولة، ويكون أكثر الناس عرضة للانتقاد، ولذلك أتمنى من الكتاب أن يهتموا أن يكونوا أقوى دوما إن كان هدفهم الشهرة ولكم يحزنني أن أقول ذلك فإن الكتابة فن أرقى من اجتذاب الشهرة وانما هي سبيل لعرض الأفكار وما يبدعه العقل وفي تلك المنافسة، وليست في عدد المتابعين الأكثر.
“مهما كان القادم مجهولًا، أفتح عيناك للأحلام، والطموح، فغدًا يومٍ جديد.”
وإلى لقاء آخر في رحلةٍ من الأسئلة مع مُبدعٍ جديد.
المزيد من الأخبار
الكاتبة المبدعة “هاجر صالح” في رحاب مجلة إيفرست الأدبية.
خديجة محمود عوض في مجلة إيفرست الأدبية
ابن اليمن صابر يحيى في استضافة فريدة داخل إيفرست