10 فبراير، 2025

محمد أبو وردة

Img 20250131 Wa0006

 

كتبت: ملاك عاطف

أبو وردة هو أسير فلسطيني محرّر، صنع عزيمته من تعذيب السّجّان، وثبّت إيمانه بجذور السنين الّتي قضاها في عتمة القبر حيًّا، وشمخ اسمه وارتفع عاليًا، أعلى من وهم كيانهم. اقتسم لقلبه من اسمه نصيب، فغمّسه بالحمد حتّى صار يقطر رضًا وينبض قوّة. وأمّا عن حكمه؛ فقد علّق له حبل مشنقةٍ صنعه من الذّكر بالعشيّ والإبكار؛ ليجمع بين بركة الفجر وسكينة السّحر؛ فيترك إعدامه لمشيئة القدر تنفّذه في ساعة الفرج. ظلّ أبو وردة يحلم أن يعود إلى نورة؛ ليكمل حياته معها تحت سقف نجوم سماء الحرّيّة، وأبقت نورة على صبرها جميلًا ورفعته رايةً مخضّبةً بنزيف الانتظار؛ ليراها كلّ أقربائها وزملائها وطلّابها، ثمّ شدت أوتار حنجرتها غناءً له انصّب من فيها زقزقةً وترنيمًا ونغم شوقٍ غزير: “من جوا الزنزانة سمعتك، يا أمّي تناديني، يا مهجة فؤادي يما، هي حبة عيني”، وانفجرت مقل الطّالبات دمعَ مآزرةٍ ومساندةٍ بالأحاسيس، ثمّ خرج محمد، ولكن مبعدًا إلى غزّة، وظلّ الحلم أبترًا ينتظر يد التّحرير؛ لتجبره!

عن المؤلف