كتبت: ملاك عاطف
“الكلمات ليست رصاصة، لكنها تقتل حين تصيب الهدف”
أرى الكلمة كأنّها زجاجةٌ في شفافيّتها ورقّتها، لكنها تجرح إذا انكسرت في حوارٍ مشحونٍ أو مشاجرة. وأراها درّيةً في لمعانها الدّافئ المفعم بالطيبة، لكنها تحرق إذا انقلب مضمونها إلى ضدّه. وأسمعها رقراقةً عذبةً يطرب لها مزاجي في حديثٍ رائق، ولكنّها تصمّني إذا قيلت بحدّةٍ تخلو من المزاح. وأقرؤها حنونةً إن كتبها أحدهم وعلاقتنا دافقةٌ في صفوها كسمنٍ على عسلٍ، لكنّها تبدو لي قاسيةً إذا قيلت نفسها في تلميحٍ لسوابق أو تراكمات. وأحيا بها كأكسجينٍ أتنفّسه نقيًّا من شجرتها الطيّبة المتربّعة في حجر السّماء، ولكنها تقتلني إذا ضغطت على جرحٍ فيّ، أو لمست نقصًا أعانيه، أو دملت بعجرفتها خاطري فطحنته.
لذا علينا بتحلية ألسنتنا بالرفق، وترطيبها باللين، وتعويدها على أحسن الألفاظ؛ لنضمنها قويمةً سليمةً من الاعوجاج. ولنضع هذه العبارة نصب أعيننا:
“الكلمة ليست رصاصة، لكنها تقتل إذا أصابت الهدف.”
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات