بقلم: سارة عماد.
عامٌ آخر يرحل، يحمل معه لحظاتي بكل ما فيها من ضحكاتٍ سكنت زوايا الذاكرة، ودموعٍ انسكبت على صفحات الأيام، عامٌ شهد على ضعفي وقوتي، على انكساراتي وانتصاراتي، على لحظات خيبتي ولحظات الأمل التي تمسّكت بها رغم كل شيء.
اليوم، وأنا أقف عند عتبة عامٍ جديد، أستعيد شريط الذكريات، كم من مرةٍ ظننت أنني لن أستطيع المضي قدمًا، وكم من مرة أثبت لي الزمن أنني أقوى مما كنت أعتقد؟
كم من حلمٍ خذلني، وكم من طريقٍ ضللت فيه ثم وجدت النور في نهايته؟
لقد كان عامًا علّمني أن لا شيء يدوم، أن الفرح عابر، والحزن كذلك، وأن الحياة لا تنتظر أحدًا، علّمني أن الأشخاص يتغيرون، بعضهم يرحلون بلا وداع، وبعضهم يبقون رغم كل المسافات، وأنني مهما بحثت عن الأمان في الآخرين، فلن أجده إلا في نفسي، أما اليوم؛ فإنني أستقبل عامًا جديدًا بقلبٍ تعلم كيف يتجاوز، كيف يحب نفسه أولًا، وكيف يحلم دون أن يخشى الفشل، أعد نفسي بأن أكون أكثر لطفًا مع ذاتي، أن لا أحمّل قلبي فوق طاقته، وأن أؤمن بأن القادم قد يكون أجمل مما مضى، عامٌ جديد يطرق أبوابي، يحمل معه أمنياتٍ بيضاء، وصفحات لم تُكتب بعد؛ سأكتبها أنا، بخطوط الأمل، بألوان التفاؤل، وبنبضِ قلبٍ لا يزال يحلم، قد مر عام وأتىٰ عامٌ جديد، فليكن أجمل، وألطف، وأكثر رحمةً بقلبي.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات