كتبت: ملاك عاطف
‘الخطأ من طبيعة البشر، والقدر وحده المسؤول الأول والأخير’
لقد اعتدنا على فكرة أنّا لسنا معصومين، وأنّ التوبة خلقت؛ من أجل أن ينبت النقاء في حدائق أرواحنا بعد أن يتغلغل غيث الاستغفار في كل ذرّة من أعماقنا.
وقد بتّ أظنّ أنّا ألفنا عادة إلقاء اللوم على الشيطان مبرئين النفس الأمّارة بالسوء من وزر خطايانا، ثمّ اكتشفنا وربما اخترعنا لها جغرافيا مغايرة، وكتبنا على اسمنا *إنسان* أن يكون تضاريس جغرافية آثامنا اللا مرئية؛ لأنه اشتُقّ من النسيان ربما، ولأن النسيان يوقع صاحبه أحيانًا، ولأن كل إنسانٍ هو ابن آدم، وكل ابن آدم خطّاء، خطّاءٌ لا تسحبه من حفرة النار سوى يد توبته.
نحن نركض دومًا إلى أعمدة القدر؛ لنعلق عليها معاصينا، فيسهل علينا غسل قلوبنا من أدرانها، أو هكذا نعتقد. ولكن الحقّ يعلو على الباطل، والضمير يبطل الوسواس إذا كان حيًا يتنفس التقوى، والحقيقة كالشمس، تشرق في ضحى الاعتراف وتزيل سواد الوهم الحالك. والحقيقة يا عزيزي هي أنّنا مخيرون بين نور هدى الصواب وعتمة ضلالة الخطأ، وفي سلامة الفطرة يزهر المعروف، وفي براعمه تكمن خصلات الإيمان؛ إذًا، ما القدرُ إلّا منزه عما بدر منا، وكلٌ منا هو المسؤول الأول والأخير عّما قدمت يداه، ‘ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى.’
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة