10 فبراير، 2025

كتاب “مشهد سينمائي” لـ حسام علام معرض الكتاب لعام 2025 مجلة إيفرست الأدبية 

Messenger Creation 3060055450818547

 

 

حوار: عفاف رجب 

كاتب قصصي، من عشاق يوسف إدريس، بدأ مشواره في عالم الكتابة بالقصص القصيرة، أما الآن يقرأ للجيل المعاصر أحمد مراد وحسن الجندى، ويُقارن بين الكتابات قديمًا والكتابات فى الجيل الحالي.

 

الدافع الأساسي الذي عرفه موهبته اليوم من الكتابة هو التعبير عن الكتمان بداخله، يجعل من قلمه محرك لمشاعره دون الحاجة إلى شخص ما ودون رقابةة، فالورقة والقلم هما اللذان يغيران أمور بداخله.

 

معنا حسام علام إبراهيم، ابن مدينة الفيوم مركز سنورس، بالغ من العمر 20 عامًا، طالب بالفرقة الثانية صيدلة كلينيكال جامعة الفيوم، يصدر له هذا العام عملها الأدبي الأول وهو عبارة عن كتاب تحت عنوان “مشهد سينمائي”.

 

يتناول الكتاب مجموعة مقتطفات وقصص قصيرة؛ المقتطفات عن مشاهد قصيرة فيها سرد وحكاية وفكرة، لكنها صغيرة كي لا يمل منها من يقرأ، ستكون بالنسبة لهم جميلة جدًا، وتحسهم أكثر على القراءة، فكرة المقتطفات اجتماعية أو نفسية أو غزل.

القصص القصيرة فى الكتاب سبع قصص تتناول أفكار اجتماعية ومنهم قصة مشهد سينمائى الذي هو اختاره عنوانًا للكتاب.

 

وإليكم مقدمة الكتاب:

 

عزيزي حسام الصغير.

لقد ارتكبت قراراتٍ خاطئة بكل سزاجة و تهاون، و أعلم إنك كنت سيد قرارك حينها، و أعلم أيضًا إنك كنت طيب القلب لا تعلم ما نتيجة تلك القرارات.

لكن أنا من يُحاسب الآن على تلك القرارات، أنت من ارتكبتها و ذهبت إلى حيث لا رجعة، لتجعلنى فى مواجهة نفسى، التى تصيبنى بسهم الندم، و الناس الذين جعلوا من تلك الأخطاء كرةً من النار، يلقوها عليك كلما مررت من أمامهم حينها، بل يظلون يلقوها عليَّ أنا الآخر حتى الآن.

لكن إعلم أننى لن أتخلى عنك، أحاول و سأوحاول تصحيح ما ارتكبت، فأنت منِّى و كلانا نفس الشخص، و كلانا نملك ذلك القلب الطيب

 

وهذا اقتباس من مقتطف:

لمَ تنظر لي هكذا أيها الشاي؟! لا أنكر أهمية وجودك مع تلك النظرات، أم أنك تغار من مغازلتي فى السماء، كم هذا مضحك! ما بالك إن علمت بذلك تلك الفتاة التي أحبها، إنها مجنونة بالفعل، لا داع للنكد فى مثل هذه اللحظات .

أعتذر لك أيها الشاي، لا أريد أن تغفل عيناي عن تلك اللوحة فى احتسائك و لو قليلا من الثواني، فلتنظر معي أنت الآخر لتلك اللوحة و تستمع بتلك النظرات، متأكد أنك سيعجبك الأمر.

 

وهذا مقتطف آخر:

” دقَّات سريعة للقلب فجأة، الأجفان فُتحت، اليد بدأت ترتجف، ها قد جاء الوحشُ الأكبر، ذلك الوحش الذى مهما فعلت و هربت، لن أستطيع الهروبَ منه، كيف أهرب منه و هو جزءٌ مِنّي يذهب معى في أي مكان، ليس الوقتُ وقتَك أيها العقل لتنظر إلى ما قد فات و ما نحن عليه الآن و ما هو آت، الأمرُ يزداد سوءا، كأنها ثعابين تسرى بداخله، تبخُّ سُمَّ الأفكار فى كل مكان، إلى أين أهرب الآن؟! أعلم أن الأمر ليس بيدك هذه المرة أيتها الغرفة، لستِ مذنبة، اليد قامت بالقبض على الرأس، القدم تحاول الهرب بخطواتٍ عشوائية، حتى وجدت نفسى … ”

Messenger Creation 645578747813767

بدأ كتابة وهو بالصف الثاني الثانوي وذلك لأنه كان يرغب بعمل شيء جديد، ونجاح بجانب الدراسة، فاتجه إلى الكتابة واستطاع تطوير نفسه مع مرور الوقت أحب الكتابة لأنه من خلالها استطاع التعبير عن نفسه وغيره، وما بداخله بأسلوب جذاب.

 

واجه أخطاء في بداية مشواره وذلك لكونه يهوى الكتابة فقط، ولكن مع الوقت تمكن من حلها، تسبب له كتاباته بعض المشاكل وعلى سبيل المثال “كان يكتب نصوص حزينة أو قصص، كان البعض يظن أنها موجه لهم ويحزنون، أو يصبح بيننا خلاف”.

 

أشار أن الكتابات عندما تكون مملة، تأثر على الكتابة والقراءة، وبجانب إن الحبكة والسرد سيئان، لأن القارئ قد يضيع فى القصة أو الرواية وبالتالي لن يكمل قراءة العمل.

 

يرى حسام أن الكتابة تندرج أكثر تحت مسمي الهواية، وأن الشخص ليس لديه اي قدرة على الكتابة ولكن بالتدريب وتعمل القواعد، يستطيع بالفعل أن يكتب جيدًا بمرور الوقت وتصبح بالنسبة له هواية، وكأنه من أنشأ الموهبة بداخله.

 

وعند سؤال عن النقد أجاب: “شيء أساسي أن يواجه الشخص النقد وهو يختلف من شخص لآخر فهناك من يحبه وهناك من يذمه، وبالنسبة لي النقد يجعلني أطور من نفسي في الكتابة بعدما أعرف من نقدني، بالنسبة للنقاد فأسلوب تقديم النقد يختلف لأنه سيأثر على الكاتب، لأن تقديم النقد فى أسلوب جيد و أن النقد مجرد تحديد نقاط ضعف عند الكاتب كي يطور من نفسه فيها وليس التشويه من الكاتب”.

 

هذا مقتطف كامل من كتاب مشهد سينمائى ( كتابه).

 

بحلول الساعة الثانية عشر مساءً، أترك ما بيدى و أذهب لعمل كوبٍ من الشاي، الذى طالما أحببت صوت سقوط الماء الساخن فى الكوب و صوت اصطدام المعلقة الصغيرة بالجدار، و غالبا ما يكون سيِّئ الطعم و لكنى احتسيه رغم أنفى؛ لأني أعلم إن كررته مئة كرَّة فكل كرَّة سيكون فى نفس السوء إن لم يكن أسوأ، حتى الآن لا أعلم سبب ذلك رغم اتباعي الخطوات الصحيحة لعمله، على الجانب الآخر هذا شيءٌ إيجابي حتى لا يطلب منى أحدٌ عملَ الشاي له، لا أنكر حبي للشاي بالحليب أكثر، لكنه قد انتهى ذلك اليوم، و أستعجب من الذين يقولون أن القهوة أفضل من الشاي، صحيح أن القهوة تمتلك رائحة جذابة و لها عالم آخر عن أي مشروب على الإطلاق -وهذا ما يجذبني لها أحيانا- لكن الشاي له مذاق خاص.

أذهب للشرفة، أنظر للسماء الصافية، الهادئة، و ماتحمله من قمر و نجوم، يا الله كم هي لوحة جميلة! كل ما فيها مُميز و جميل، تجعلك لا تمل من النظر لها أبدا، أجدها فى انتظارى مثل كل يوم، كأن ذلك الوقت أصبح ميعادا بينى و بينها، و هى تعلم كم أحب الإلتزام بالمواعيد، ميعادا يسوده الصمت، تكفي تلك النظرات إليها، ما أجملها تلك النظرات التى تجعلنى فى عالم آخر، عالم ليس فيه الماضى و المستقبل، ماذا فعلت و ماذا سأفعل، من الظالم و من المظلوم، إنها فقط دقائق يسافر فيها عقلى و مخيلتي إلى عالم اللامبالاة، ليعود إليَّ و تعودُ معه روحى و كأني مولود من جديد و مستعد لمواجهة الناس أجمعهم، قمر، سماء، نجوم، كل منهم جميل بذاته، ما بالك من اتحادهم معا فى تلك الصورة، إنها نعمة كبيرة من الله .

لمَ تنظر لي هكذا أيها الشاي؟! لا أنكر أهمية وجودك مع تلك النظرات، أم أنك تغار من مغازلتي فى السماء، كم هذا مضحك! ما بالك إن علمت بذلك تلك الفتاة التي أحبها، إنها مجنونة بالفعل، لا داع للنكد فى مثل هذه اللحظات .

أعتذر لك أيها الشاي، لا أريد أن تغفل عيناي عن تلك اللوحة فى احتسائك و لو قليلا من الثواني، فلتنظر معي أنت الآخر لتلك اللوحة و تستمع بتلك النظرات، متأكد أنك سيعجبك الأمر .

 

أضاف على ما سبق أن الكاتب والقارئ يأثرون على بعضهما البعض؛ فالكاتب قادر بفكره وأسلوبه يقدم كتابات ممكن تأثر على فِكر القارئ، فى نفس الوقت الكاتب لن يتقدم أو ينجح غير إلا إذا كان لديه عدد قُراء قادرين يعرفوا كتاباته فالعلاقة متبادلة.

 

صرح عن تجربته مع دار همزة وقال: “تجربتي مع دار همزة للنشر و التوزيع، إنها دار جيدة جدًا وبادئة من الصفر وتحاول تطور من نفسها فعلاً كي تكون فى مكانة كويسة، وهي فعلاً تقدم أشياء جيدة جداً لنا ككُتاب من حيث دعايا أو غيره، لكن بما أنى عملت كتاب واحد فقط فأنا لم أتعامل مع دُور نشر غيرهم، عن طريق أنى أسأل ناس أخرى جربت الدار فعلاً و استفاد من تجربتهم، و أهم شيء هي طرق الدعايا

 

وبالنهاية يرى أن الكتابة هي تعبير عما بالداخل وما بداخل الآخرين، أو بناء أحداث وشخصيات من أجل كتابة قصة أو رواية حاملة معها فكرة نقدمها للناس، كما تأثر بمقولة لنجيب محفوظ ( بمجرد أن تُخطئ، سينسي الجميع أنك كنت رائعاً يوماً ما ).

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتب حسام علام فيما هو قادم له إن شاء الله.

 

 

 

عن المؤلف