كتبت: زينب إبراهيم
نوب الحياة لا تكف على الهطول علينا بكثرة؛ لذلك علينا أن نرمم ما أفسدته وإعادة تشييد أخرى متينة ضد أي خذلان أو عواقب تواجهنا، فننصت أحيانًا إلى مقولة ” الغناء والموسيقى غذاء الروح”.
آنى لتلك الموسيقى أن تضمد جروح المرء الغائرة بداخله؟
حين مرة قرأت قول فتاة: عندما يعتريني شجن ما كنت استمع إلى أغنية مفضلة لدي، لكن ما لاحظته هو زيادة ألمي ودموعي بوابلة؛ أما عن أمي التي كانت تحتضنني في أنيني رحلت، بل وكنت أرجو من أتكئ عليه غيرها لم أجد؛ لذلك بدأت في الذهاب إلى سور القرآن الكريم التي كانت أمي تقرأها لي قبل نومي، فأهدأ من حزني الذي أصابني في الآونة الأخيرة.
هنا نرى أن دواء أي شيء في الحياة من أنين، شجن، خذلان، قسوة منها أو البشر…. إلخ يكون تلاوة آيات الرحمن؛ لأنها تحتوي على الشفاء التام من كل شيء، وزيادة في حسناتك، تثقل الميزان، تروي ظمأ التائه في سبيله دون وجهة ترشده إلى الطريق الصحيح؛ لكننا عندما نشكو بأسنا للعالم، هل نجد راحتنا؟
بالطبع لا، من الممكن أن تستريح قليلاً من تفريغ طاقتك المخزنة من الآلام؛ لكن هذا ليس حلاً سرمدي، فحينما يرحلون تجد ذاتك بمفردك من جديد والوحدة تقتلك تدريجيًا مع الوقت؛ أما الذي يؤنسك طوال حياتك وبعد مماتك، هو القرآن الكريم والأعمال الصالحة عامة لا تترك نفسك للحياة إلى أن تهلكك ابحث عن غذاء الروح الجلي والناجع إليك؛ حتى تنجو في يوم عصيب تحتاج فيه إلى كل حسنة تساندك إلى بر الأمان مع خير خلق اللّٰه سيدنا محمد صلّى اللّٰه عليه وسلم في الفردوس الأعلى مع الأنبياء، والمرسلين، والصديقين، والصالحين وحسن أولئك رفيقًا؛ فسارع من الآن وتأهب لشهر رمضان المبارك بقراءة القرآن الكريم، حتى لا تبدأ بشهر الخير وبعدها تشعر بالتشبع الزائد والفتور من قراءته وختمه مرارًا وتكرارًا في الشهر العظيم الذي يتسابق فيه الصالحين على انهامه بقدر ما يستطيعون.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات