10 فبراير، 2025

الحاجز الزمني 

Img 20250117 Wa0081

 

لِــــــسُهيلة أحمد عامر

في عام 2147، عاشت البشرية في عصر يعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي. أحد الاختراعات التي أحدثت ضجة كبيرة كان “الحاجز الزمني”، جهاز اخترعه الدكتور ياسين، والذي يمكنه نقل البشر إلى الماضي دون التأثير على الحاضر. لم يكن الجهاز متاحًا للجميع، بل خضع لرقابة صارمة من مجلس العلماء. لكن ليلى، طالبة فيزياء شغوفة، كانت لديها خطة مختلفة.

 

اكتشفت ليلى أن جدها الذي توفي قبل خمسين عامًا كان عالمًا شهيرًا يعمل على مشروع علمي تم تدميره بسبب حادث غامض. شعرت أن لديها فرصة لإعادة إرث جدها العلمي وإنقاذ مشروعه. بمساعدة صديقها هاني، وهو خبير في التشفير، اخترقت نظام الحاجز الزمني واختارت عام 2097، العام الذي وقع فيه الحادث الذي دمر مشروع جدها.

 

عندما ضغطت على زر التفعيل، شعرت بدوامة تجذبها بقوة إلى العدم قبل أن تجد نفسها في مختبر جدها. بدا المختبر مليئًا بالأجهزة الضخمة والأضواء الساطعة، ووجدت جدها يعمل بحماس على جهاز ضخم يشبه قلبًا ميكانيكيًا ينبض بالضوء. عندما رآها، ظن أنها إحدى مساعداته، لكنها أقنعته بأنها قادمة من المستقبل وأخبرته بالمصير الذي ينتظره.

 

في البداية، رفض الجد تصديقها، لكن عندما بدأت بمراجعة ملاحظاته وإجراء بعض الحسابات معه، اكتشفا سويًا أن الحادث الذي أدى إلى فشل المشروع لم يكن خطأ بشريًا كما اعتقد الجميع، بل كان نتيجة تدخل من كيان غامض يعمل في الظل لمنع التكنولوجيا من التطور السريع.

 

ظهر الكيان أمامهما في صورة شبح رقمي يحذرهم من أن هذا الاختراع سيغير توازن الكون ويجب أن يتم إيقافه. رفض الجد التراجع، وبدأ بمساعدة ليلى في تحسين الجهاز لضمان نجاح المشروع. ولكن الكيان لم يستسلم وحاول تدمير الجهاز بكل الوسائل.

 

في تلك اللحظة الحاسمة، استخدمت ليلى معرفتها من المستقبل لإعادة برمجة أنظمة المختبر لتصد هجمات الكيان. نجحت في إيقافه مؤقتًا، مما أعطى جدها الوقت الكافي لتشغيل الجهاز. في اللحظة الأخيرة، أرسلها إلى المستقبل مع جميع بيانات المشروع، بينما بقي هو لمواجهة مصيره.

 

عادت ليلى إلى عام 2147 ومعها البيانات، وعرضت الاكتشاف على مجلس العلماء. أثبتت أن التكنولوجيا يمكن أن تُستخدم بحكمة، ورغم أنها لم تستطع إنقاذ جدها، إلا أن إرثه العلمي عاش بفضلها. تم تطوير المشروع بنجاح وأصبح الأساس لعصر جديد من الطاقة المستدامة. احتفظت ليلى بسر رحلتها في الزمن، لكنها شعرت بالفخر لأن اسم جدها أصبح محفورًا في التاريخ.

 

 

لِــــــسُهيلة أحمد عامر

عن المؤلف