كتبت آلاء محمود عبد الفتاح
لم أنسَ أبدًا أول ليلة ليّ في المنزل بعد وفاة أبي، بل كانت ليلة شاقة مخيفة، لن يتحملها أحد؛ كأفلام الرعب، بل وأكثر، حينها شعرت بالخوف المميت وكأن البيت بدون باب يحميه، فقدان السند ليس سهلًا؛ بل حادثة، مفجعة، يصعب تحملها، فكلما أنظر إلى هذه الصورة التي تجمعني مع أبي، وقرة عيني، في يوم تخرجي من الجامعة؛ يسقط عليّ إلهام؛ بأن أبي معي، ولن يتركني أبدًا، ففي كل أزمة أمر بها وتأخذ جزء من وقتي، وتفكيري؛ تحزنني، سوف أنظر إلى هذه الصورة التي يخبأني أبي في أحضانه وبين ذراعيه، كم كان أبي حنونًا بالفعل! كم كان راقيًا! حينها بالفعل لا أخاف، وأطمئن لوجوده بجانبي بالفعل هو بجانبي، ولم أنساه، فأحاول بألا أزداد في البكاء؛ حتى يأتي لي في المنام، ويأخذني بين ذراعيه مرة أخرى، كم كنت أتمنى أن يكون بجانبي! فقد اشتدت الأحزان، ولكنني بالفعل أفتخر بأن أبي كان أبي؛ فإنها فاجعة مؤلمة للغاية، أتمنى ألا يراها أحد أبدًا، لذلك نصيحة لكم؛ لا تتركوا آبائكم؛ بل كونوا بجوارهم؛ حتى لا تندموا بعد ذلك، ويفوت الأوان وتتمنوا بأن تروهم ولو حتى في المنام، ولكن لا بأس؛ فإنها دار الفناء، ولم تكن باقية يومًا، فإن الدار الحقيقية الأبدية؛ هي دار الآخرة، لذلم كن على وعي ويقين؛ بأن الله ملجأك، وسندك في تلك الحياة، فاللهم الثبات، والصبر على كل مصيبة.
آلاء محمود عبد الفتاح
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة