كتبت: هاجر حسن
الانتظار، هو ذلك الخيط الرفيع بين الحياة والمجهول، كأن تمسك فتيل قنبلة يدوية تتربص بك في كل ثانية تمر، قبل أن تجد مأوى آمنًا تقذفها فيه.
إنه الترقب الموجوع مع كل نفس يخرج، والتفويض لله مع كل نبضة قلب.
لكن، ماذا لو كانت أمة بأكملها تنتظر؟
في غزة، الصدور تشتعل لهيبًا، بينما تطوف فراشات الأمل في القلوب المثقلة. السماء هناك تموج بأدعية ترتفع كالأمواج العاتية، توحدها كلمة واحدة : يا رب، وقف الحرب.
جميع العيون تتجه نحو غزة، وكأن أرواح الأمة بأسرها قد انتقلت إليها، تعيش في ترقب مشحون بالألم والأمل.
هناك ينتظرون بيانًا رسميًا قد يتوقف عليه نبض قلوب منهكة، وأرواح أرهقها الفقد. بيانًا يمنحهم خيط أمان يربط أطراف أرواح مزقتها الحرب، ويوقد شعلة بناء بعد دمار وركام.
تخيل أمًا تنتظر، تحضن أولادها وتهمس لهم بأمل نابض: “سنودع رياح الخيام قريبًا”. وفتى يجلس فوق ركام داره، يحلم بإعادة بنائها بإيمان كبير، بينما تمسك فتاة بيد أبيها، تهتف بابتسامة ممزوجة بالدموع: “لقد نجونا بعد هذه الحرب الطويلة.”
الأرواح تلهج ببشرى تحمل شعاع الأمل، لإشعال احتفالات تمتد أيامًا وليالي من أجل غزة الباسلة، ولإحياء ذكرى كل بطل شهيد غاب بجسده، لكنه ترك روحه حاضرة في كل زاوية من أرضها.
الأيادي تتوق لبناء غزة العزة، طوبة وراء طوبة، براية ترفرف فوق كل بيت، وعودة مفاتيح الدار لأصحابها، ليبقى التاريخ شاهدًا على أنهم لم يرحلوا أبدًا.
غزة على شعلة الانتظار، بعيون يملؤها الرجاء، وقلوب تنبض بالدعاء. فهل أنت مترقب؟ هل تنتظر الفجر الجديد؟
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات