حوار: عفاف رجب
يوجه ضيف اليوم رسالة حيث يقول: “الرسالة تكمن في استكشاف الصراع الداخلي للإنسان، وضرورة مواجهة الذات لفهم حقيقتها والتصالح معها. قبول الجوانب المتناقضة داخلنا، والتأكيد على أهمية التعافي النفسي والتحرر من قيود الماضي لتحقيق السلام الداخلي”.
فإليكم عمر سيد أحمد السماحى، كاتب، من مواليد مارس 2000 بمحافظة كفرالشيخ، مهندس معماري خريج عام 2023، يصدر له عمله الأدبي الأول رواية “شظايا الذات” بعد أعوام من القراءة لروايات مختلفة تتناول الجانب النفسي لشخصياتها
تصنيف الرواية دراما نفسية وجريمة، وهي رواية تبز النضال النفسي والصراع مع العالم الخارجي وتعكس الصراع الأبدي بين القوة والهشاشة، الظل والنور، ومحاولة الإنسان لفهم هويته وسط الفوضى، تتشابك فيها الجريمة والدراما النفسية ضمن حبكة معقدة تقود القارئ إلى التساؤل: أي قوة يمكن أن تنتصر؟ قوة السلاح والنفوذ، أم قوة التصالح مع حقيقة العالم والذات؟
استلهم الفكرة من بعض الصراعات النفسية التى رأها فى شخصيات توجد فى حياتنا حميعًا، لتدور الحبكة عن حيوات وظروف تعكس الكثير من هذه الصراعات، ولأبرازها، جاءت فكرة وضع الشخصيات تحت ضغوطات وتحديات فى عالم تسيطر عليه الجريمة، التى استلهمت خطوطها بعد البحث عن الجريمة المنظمة، وبعض من الأفلام والمسلسلات كذلك.
إلى النص:
_عادةً لكل كاتب بداية مأساوية تجعله ينعزل عن البشر ويلجأ للكتابة كـ حل بديل للتعبير عن ما يجول في خاطره، كيف كانت بدايتك؟
-البداية لا اصفها بالمأساوية، انعزلت قليلًا ولكن باختياري، وبعد الكثير من التجارب والتأمل ومحاولتى لفهم الذات، والتأثر بدواخل بعض الشخصيات، اتخذت الكتابة كوسيلة للتعبير عما يجول بداخلى بصدق وحرية، بعيدًا عن الأحكام الخارجية.
_الوصول للنجاح يحتاج إلى اجتهاد وعزيمة قوية، وكل كاتب تُقابله عثرات في طريق النجاح، كيف صنعتِ من تلك العقبات إيجابيات لك؟
-تعاملت مع العقبات كجزء أساسي من أي رحلة؛ فكل عقبة لقّنتني درسًا مهمًا، وكل تحدٍ منحني رؤية أعمق وفرصة للتعلم وفهم العالم والنفس بشكل أفضل. ولا يزال هناك الكثير من العقبات والتحديات، والكثير لأتعلمه وأفهمه.
_من الذي تحب أن يقرأ له الكاتب من الكتّاب القدماء؟ وهل يوجد الآن من الكتّاب من يصل إلى درجتهم في الفكر؟
-من الكتاب القدامى نجيب محفوظ وأحمد خالد توفيق رحمة الله عليهم، وديستوفيكسي، لتناولهم جوانب كثيرة من النفس البشرية فى أعمالهم، ومن الكتاب الموجودين حاليًا الكاتب محمد طارق الذي يتناول هذه الجوانب فى اعماله أيضًا.
_هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟ وما هو مفهومك عنها؟
– الكتابة هي مزيج من الموهبة والهواية والخيال فى رأيي.
_بمن تأثر كاتبنا العظيم، ولمن تقرأ الآن؟
– بالكتاب القدامى الذين ذكرتهم سابقًا، ولا زلت أقرأ لهم.
_بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضل صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟
-المعايير تشمل القدرة على السرد المتماسك، بناء الشخصيات بعمق، والتعبير عن الأفكار بوضوح. الأفضلية تعتمد على الجمهور؛ الكلمات العميقة تلهم التفكير، بينما البسيطة تجذب شريحة أوسع. الأفضل هو التوازن بينهما.
_مقولة ذات أثر عليك.
مقولة لنجيب محفوظ: ” العبث هو فقدان المعنى معنى أي شيء، انهيار الإيمان، الإيمان بأي شيء، السير في الحياة بدافع الضرورة وحدها، دون اقتناع وبلا أمل حقيقي …. يستوي أمام الإنسان الخير والشر، ولا يقدم على عمل أحدهما إلا بدافع من الأنانية أو الجبن أو الانتهازية.”
_من المؤكد أن وراء كل قصة نجاح مشجع، من كان مشجعك على الدوام؟
-صديقان مقربان لن توفيهم كلمات الشكر حقهم.
_أزدهرت الرواية أم أنحدرت، من وجهة نظرك، وكيف ترى مستقبل الرواية من الآن وحتى عشر سنوات؟
– الرواية ستصدر في معرض الكتاب القادم، عندها سنرى انحدارها أو ازدهارها بإذن الله. ومستقبًلا أرى أن الرواية ربما يكون لها مكانة جيدة عند جمهور الأدب النفسي والجريمة، وكل شئ بمشيئة الله تعالى.
_إيلاما يطمح الكاتب بالمستقبل؟ وأين ترى نفسك بعد خمسة أعوام من الآن؟
– أطمح ان تكون لي اعمالًا أخرى تمس من يقرأها و تنال اعجابه، و أرى نفسى بعد خمس اعوام كاتبًا لعدد اخر من الروايات ذات قيمة وعند حسن ظني وظن من يقرأهم، وكل شئ بمشيئة الله.
_كيف ينظر الكاتب إلي كل من..
• الصداقة..
– العكاز عند الانهيار.
• القلم..
– لسان من اعتاد الكتمان.
• الشعر..
– سيمفونية من الحروف.
_هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.
-“ماذا إن لم تستطع التحرر من ذاتك؟، ماذا ان تلاعب بك عقلك وتمكن منك الشيطان؟”
-“كنت ساذجًا، تنتظر أن يمنحك العالم شيئًا، فرصة، معنى، أو حتى مخرجًا، فقط لأنك طلبت ذلك”
-ها نحن على حافة العالم، نتقاتل من أجل لا شيء سوى المتعة، ها نحن نعود للعصور المظلمة.”
-“لن تنجو بأي شكل من الأشكال، ربما تخسر نفسك، وخسارة النفس لا تعني موتك بالضرورة.”
_ما هو العامل الأساسي الذي دفع الكاتب لاستمرار والتطوير من ذاته، وما نصيحتك لكل المبتدئين؟
– العامل الأساسي لا أستطيع البوح به، ولست فى مكانة لنصيحة أحد، فأنا من ضمن المبتدئين.
_من وجهة نظرك ما الذي يجعل الكاتب مميزًا، وهل يُعد لتميزه علاقة بأن للكاتب قُراء كُثر؟
– ما يجعل الكاتب مميزًا هو أسلوبه الفريد، أفكاره المبتكرة، وعمق تأثير كتاباته على القارئ. التميز لا يُقاس بعدد القراء فقط، بل بمدى ترك بصمة دائمة في عقولهم. الشهرة قد تكون نتيجة للتميز، لكنها ليست شرطًا أساسيًا له.
_حدثنا عن تجربتك ما دار النشر التى تشارك معها هذا العام؟ وما هي الرسالة التى تود إرسالها إليهم؟
– تجربتي مع دار مختلف هي تجربة ايجابية وأتوجه لهم بالشكر على مجهودهم ونصائحهم الدائمين، ورسالتي لهم: “دمتم متميزين ومختلفين”
_كيف تنظر إلي مجلة إيفرست الأدبية، وحوارنا الخاص؟
– المجلة على مستوى راقٍ، ومحتوى مميز، و مجهود يحترم، الحوار ينم على قدر كبير من الوعي الادبي والثقافي لدى الجريدة، حوار شيق، واستمتعت به كثيرًا.
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتب عمر سيد فيما هو قادم له إن شاء الله.
المزيد من الأخبار
الكاتبة رقية القرشي في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية
حوار خاص في مجلة إيفرست الأدبية مع “منة مجدي”
رَوان محمد في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية