حكاية خضرا

Img 20250105 Wa0033

كتبت منال ربيعي

في أعماق الصحراء، كانت هناك قبيلة يحكمها زعيم قوي يُدعى سلطان، امتلك كل شيء، حتى قلوب من حوله. كان له خمس أبناء من زيجات متعددة، إلا أن قلبه كان معلقًا بزوجة واحدة، خضرا، ابنة عمه ذات الجمال الأخاذ والشخصية القوية.

 

تزوجها رغم رفضها وحلمها بإكمال تعليمها، لكنها خضعت لتقاليد القبيلة التي تُقيد النساء. ومع ذلك، ظل نفورها منه يشعل شغفه بها، وظلت تعاني من قسوة الواقع وظلم التقاليد.

 

بعد سنوات، طلقها سلطان، لكنها بقيت رهينة حياته، تربي ابنها طلال في صمت وصبر. نشأ طلال ليصبح الأقرب إلى قلب أبيه، ومع الوقت، ورث طموحه وجعل تجارة الخيول إرثًا مزدهرًا.

 

لكن القدر لم يكن كريمًا؛ بعد موت سلطان، سيطر أخوه فهد على العائلة وممتلكاتها، وأصبحت ابنة طلال، خضرا الصغيرة، ضحية الطمع والقيود، تكرر معها مأساة جدتها.

 

كبرت الفتاة في ظل القصور الفاخرة لكن بقيت محاطة بقيود التقاليد والأطماع. كانت تحمل طموحًا دفينًا، لكنه أُخمد مع موت أخيها سلطان في حادث مأساوي، مما جعلها وحيدة بين مطامع الأعمام وأبنائهم.

 

زُوِّجت لابن عمها فاضل، الذي عشقها وعاملها بلطف، لكنها ظلت أسيرة أحزانها. عاشت أجمل الأيام معه، لكنه لم يستطع كسر شعورها بالضعف حتى اكتشفت عدم قدرتها على الإنجاب.

 

أصبحت حياتها مليئة بالتهديدات، وبدأت ترى في عيون من حولها نظرة احتقار. حينها، قررت أن تتحرر.

 

في ليلة مفصلية، قتلت خضرا ضعفها الداخلي. رفضت أن تكون تابعًا لأحد. طلبت الطلاق من زوجها، وواجهت عمها مطالبة بحقوقها. أثبتت شجاعتها حين حصلت على نصيبها من المال، ورحلت عن القبيلة إلى مدينة بعيدة، تاركة وراءها قيود التقاليد.

 

بدأت خضرا حياة جديدة، عازمة على أن تعيش بشروطها، لتكون نموذجًا للمرأة التي ترفض الاستسلام، وتصنع مصيرها بيديها.

عن المؤلف